للرئيسة انقر على الصورة اعلاه

الثلاثاء، 25 سبتمبر 2012

ديوان الشاعر / سالم احمد السبع كاملا


لمسة وفاء لرموز ثورة 26 سبتمبر في عيدها الخمسين اقدم لكم رابط لديوان الشاعر الثائر /سالم احمد السبع وفي هذا الديوان سيرة مختصرة للشاعر وكذا قصائدة المتنوعة الوطنية والقومية والدينية مهما قلت فلن اوفيه حقه رحمة الله عليه
.
ديوان الشاعر / سالم احمد السبع كاملا للتنزيل اتبع الرابط التالي 
http://www.4shared.com/rar/BTkQK7MB/______26-8-2009.html
.
نبذه عن الشاعر بقلم الاستاذ/  عبدالعزيز المقالح بعنوان
ومضات: في وداع الشاعر الكبير الأستاذ سالم السبع 

الأربعاء 26 سبتمبر-أيلول 2012

عبدالعزيز المقالح
الشعراء-إذا أحسنوا استخدام الكلمة-هم روح الأمة وضميرها. زمان الآخرين ينتهي برحيلهم الى العالم الآخر وزمانهم يبقى متجدداً مابقيت الكلمة التي تحمل صوتهم وتجسد مواقفهم. ومهما استجد في عالم الناس من فنون وأشكال تعبير أدبية فان الشعر يظل هو الفن الأثير والأقرب الى الوجدان ولهذا يكون غياب الشاعر جارحاً ومؤلماً لانه غياب للقصيدة وغياب للمعنى الجميل والنبيل، هكذا وجدتني اتحدث الى الاصدقاء بعد محادثة قصيرة-عبر التليفون- من الصديق الدكتور محمد ناصر حميد ينعي فيها رحيل شاعر الوطنية الأستاذ سالم السبع صاحب القصائد والأناشيد الثورية التي سكنت وجدان المواطن اليمني ومازالت وستبقى شديدة التوهج والنقاء.
لقد طوى الشاعر الكبير الضرير اوراق حياته الحافلة بكل ناصع وشريف قبل أيام قليلة من بدء عام 5002م من طي اوراقه المليئة بالآلام والمآسي ومن المؤسف ان يرحل الشاعر الكبير الى عالم الخلود قبل ان يرى بقلبه ويلمس بيديه ديوانه الشامل الذي يجمع كل ابداعه الشعري والذي تكفلت وزارة الثقافة والسياحة بطبعه أسوة بمئات الدواوين التي تولت الوزارة طبعها للشعراء اليمنيين الاحياء منهم والاموات والشبان والشيوخ في محاولة جادة لتقديم بانوراما الشعر المعاصر في اليمن ابتداءً من الرواد وتابعيهم الى تجربة المبدعين الشبان على اختلاف مناحي هذه التجربة وانفتاحها على الحياة الحديثة ومنجزاتها في عالم الكتابة الابداعية.
لقد عاش شاعرنا الراحل الاستاذ سالم السبع حالة من العزوف عن الاضواء وكان بتواضعه الجم يبتعد ما استطاع عن الموائد الادبية اذا جاز التعبير مكتفياً بما انجزه لارضاء مشاعره والتعبير عن حبه العظيم لوطنه ذلك الحب الذي لم يرد عليه جزاءً ولا شكوراً وقد بقى مرابطاً في مدينته القريبة الى قلبه، مدينة البيضاء التي رغم اهميتها ومكانتها في التاريخ القدم والحديث الاّ انها لم تكن على طريق القوافل السياحية او الاعلامية التي تنقل آخر انجازاتها وأخبار رجالاتها، وقد بدأ الاستاذ سالم حياته في تلك المدينة الباسلة مدرساً، وبعد قيام الثورة اليمنية (سبتمبر-اكتوبر) تعين مسؤولاً اعلامياً فكان صوت الثورة في أصعب المراحل وأشدها خطورة ومواجهة مع الأعداء الذين تمثلوا في الاحتلال البريطاني الذي أدرك خطر الثورة على وجوده ثم بالمغرر بهم من اليمنيين الذين لم يدركوا أهمية الثورة وماتعد به من تقدم شامل وكامل، ومن تحرير للانسان والارض من عبودية للطغيان وخضوع للاحتلال الاجنبي وهذا مابشرت به، اشعاره قبل الثورة وماظل يهتف به ويتغنى له.
وبالمناسبة، فقد اسعدني الحظ برؤية الشاعر الكبير سالم السبع أكثر من مرة واستمتعت بحديثه، ولا أنسى وانا اطوف معه في مكتبة مركز الدراسات والبحوث وهو يتحسس الكتب بيديه وكأنه يتحسس وجوه ابنائه واحفاده. ويومئذ ادركت انه ليس شاعراً مبدعاً وحسب ولامناضلاً وحسب، بل مثقف واسع الاطلاع ومفكر عركته الحياة وصنعت الكثير من تجاربه وكان سعيداً بماحققته البلاد في ظل الثورة رغم كل ماواجهته من الصعاب وكان اسعد مايكون بنجاح ابنته الدكتورة سعاد سالم السبع الاستاذة بكلية التربية جامعة صنعاء والتي تعد نموذجاً فريداً ورائعاً في التفوق والتفاني في اعداد الجيل الجديد من الطلاب الجامعيين والجامعيات وفاءً للوطن وعملاً بالنصائح الغالية التي ظل الراحل الكريم يسديها.. اليها لتكون كما أراد لها في مقدمة طلائع فتيات مابعد الثورة استيعاباً للمعارف والعلوم وحرصاً على خدمة الوطن وابنائه تغمدالله الفقيد بواسع رحمته ورضوانه.
في عام 1964م صدر الديوان الاول للشاعر سالم السبع (من وحي الثورة) بالمقدمة الآتية:
في وداع  الشاعر الكبير الاستاذ سالم السبع
تقديم بقلم: د. عبدالعزيز المقالح
أخي المهاجر زمان الفرد قد ولى
               وشعبك الحر شرد أسرة الطغيان
لا يحكم الشعب بعد اليوم من صلى
              لمستبد، ببابه يطلب الغفران
قد شده الدين لما شقت الشملا
             وفرق الشعب باسم الآل والأديان
أخي المهاجر بلادك حبها أولى
            مما على الأرض من مال ومن سلطان
وسورة الثورة الكبرى غدت تتلى
            بمسمع الكون والدنيا أصبحت آذان
الشعب يدعوك بادر والبدار أولى
             وقريتك نادتك والأهل والجبران
بادر لتبني وتحيي البيت والحقلا
             فقد مضى عنك عهد البؤس والحرمان
وقدس الشعب عز الشعب، بل جلا
             وخيرنا من يقدس واجب الأوطان
هذا الصوت ليس غريباً على قلبي وأذني، وليس غريبا على قلوب اليمنيين وآذانهم، لقد سمعته في ذات الوقت الذي استمع إليه كل أبناء اليمن، المقيمين منهم والنازحين، استمعنا إليه جميعاً في الأيام الأولى للثورة، هل تتذكرون؟ أما أنا فما زلت أتذكره، بل مازلت أسمعه بقلبي وأذني على بعد المسافة الزمنية كأنما يتردد الآن، هاهو ينساب في دمي كما كان ينساب ويذوب في دماء اليمنيين، وهو لا يدخل القلب شعراً منفرداً وإنما يدخله منغماً وموقعاً ومصحوباً بصوت الفنان اليمني المعروف حمود زيد عيسى".
كان هذا الصوت البعيد القريب يحمل شجن السنوات الطويلة، شجن العمر الذبيح المشنوق على أعواد السنوات الذابلة العجفاء، وكان كالثورة ذاتها فاصلا بين عهدين، عهد طافح بالمرارة اليأس، وعهد طافح بالأحلام والأشواق  وكلمات هذا الصوت – كما نرى – بسيطة وسهلة تحاول المزج بين العربية والعامية. بعض الكلمات لا بد لكي تستقيم أن تكون مسكنة الأواخر شأن كل هذا النوع من الشعر العامي الفصيح.
لكن، من صاحب هذا الصوت، وأين هو الآن؟ ومذا يصنع لبلاده؟ وهل أضاف أصواتا أخرى إلى ذلك الصوت؟ والإجابة على هذه التساؤلات هي موضوع الصفحات التالية التي تحاول أن تكون مقدمة الديوان الأول لصاحب هذا الصوت، الشاعر الكبير الأستاذ سالم احمد السبع، أحد الثائرين اليمنيين الذين حملوا سلاح القلم باعتباره (السيف المبصر) على حد تعبير الشاعر الراحل صلاح عبدالصبور، حملوه وقاتلوا به إلى أن تحقق النصر للوطن وأصبح الحكم لأبنائه.
والشاعر سالم السبع ضرير آخر من أرض بلقيس، وواحد من هؤلاء الأفذاذ الذين يبصرون بقلوبهم، ويؤكدون بحضورهم الإبداعي الدائم عمق اللغة القرآنية التي تفرق في الدلالة بين معنى النظر ومعنى الإبصار وبين الرؤية والرؤيا، وتضع مفهوماً جديداً لمعنى العمى، وأنه ليس فقدان البصر وإنما فقدان البصيرة كما حدث – على سبيل المثال – لقوم ثمود الذين هداهم الله فاستحبوا العمى على الهدى!!
والحكاية الواقعية التالية تؤكد هذا المعنى الكبير.
تقول الحكاية أن فتاة ضريرة اعتادت أن تخرج كل يوم من منزل الأسرة إلى منازل الأهل والأقارب في المدينة الصغيرة دون حاجة إلى مساعدة من أحد. وفي بعض الأيام كانت تطوف بأحياء المدينة ثم تعود إلى المنزل بلا دليل ودون أن تخطئ حاستها المبصرة. وبعد أن أجريت للفتاة عملية ناجحة لإعادة النظر لم تتمكن من العودة إلى المنزل إلا بعد أن وضعت عصابة سوداء على عينيها المبصرتين.
ليس النظر إذن سوى أداة سطحية للإبصار الناقص، وليست العينان سوى زجاجتين خافتتين إن لم يرفدهما قلب مبصر وإحساس مضيء. وفي هذا وحده يكمن عزاء هؤلاء المبصرين الذين استبدلوا العيون الزجاجية بعيون لا تصدأ ولا تكل. ومن بين هؤلاء الشاعر سالم السبع الذي تخترق نظراته جدران الواقع وعتماته وتنفذ ألفاظه اللاهبة إلى القلوب.
قال صديقي وهو مستغرب
             صمتي تجاه الأمة الخامدة
سبتمبر وافاك فاسمع لما
            يملي على أفكارك الوارده
دولار أمريكا غدا كعبة
           خرت له أطماعكم ساجدة
أصل المآسي كلها محنة
           جاءت من الدولار يا عابده
(الديوان)
ملامح من حياة الشاعر والواقع
ولد الشاعر في قرية فرشة التابعة لمحافظة البيضاء في أوائل العشرينات من أسرة تمثل الغالبية العظمى من الشعب في فقرها واعتمادها على مجال الزراعة. وبعد ثماني سنوات من مولده هبّت على اليمن رياح الجدري فانتزعت من الطفل ابن الثامنة عينيه وحرمته نعمة الإبصار، لكنها فتحت أمامه أبواب تعمة أخرى لم يدخلها إلا بعد سنوات طويلة من الحرمان والبؤس والعناء – إنها نعمة التعبير، نعمة الشعر. فما كان له أن يهجر قريته ويغدو شاعراً لو لم يذهب الجدري بعينيه ويصبح غير قادر على تحمل مسئولية الحرث" وعناء الحصد والزرع فينتقل إلى مدينة البيضاء ليتعلم القرآن وبعض علوم الفقه والنحو واللغة، وكانت البيضاء، عندما ذهب ابنها الشاعر في طفولته، مدينة صغيرة لا تختلف كثيراً عن القرية، إلا أنها مطمح الرسميين لتكون مقرا للإدارة الحكومية، ولم يكن فيها من البياض سوى اسمها وسوى الأكفان التي كان يحظى بها بعض الأثرياء عند الوفاة، وفيما عدا ذلك فكل شيء في المدينة داكن قاتم. وهي في عين الطفل القرير أكثر قتامة. أما أخبارها فقاصرة على الصراع الدائر بين أهالي المدينة وما جاورها من قرى وبين قوات الاحتلال الإنجليزي من جهة وقوات الإمام عيسى من جهة أخرى. وكان الاتفاق غير المكتوب بين السلطتين قد انتهى إلى أن تكون "البيضاء" الخط الفاصل بين الشطر الخاضع مباشرة للاحتلال والخط الخارج صوريا عن الخضوع المباشر، وكانت المدينة لهذه الأسباب وغيرها ترفض الطرفين، ترفض أن تنحاز إلى الاحتلال لأنه غريب وأجنبي، وترفض القبول بالإمام لأنه متخلف ومتواطئ مع الإنجليز.
وهكذا أبقيت البيضاء وأهلها منذ وقت مبكر في حالة صدام غير متكافئ بين القوى الدخيلة والقوة العملية، وظلت تحلم بنظام وطني جديد تثق به وتمنحه ولاءها الحقيقي. وقد نشأ شاعرها وترعرع في هذه البيئة واختزنت ذاكرته معارك هذا الصراع وأبعاد ذلك الحلم بالخلاص من مدى الاحتلال وطغيان الإمام، وقد عبرت قصائده فيما بعد عن هذا الشعور، وحمل منذ وقت مبكر مهمة الدفاع عن مدينته وعن الوطن حتى تألق دورها في معارك الثورة وأضافت بطولات جديدة إلى تاريخ الحركة الوطنية.
بدأ سالم السبع – بعد أن استوعب القدر المتاح من العلوم القرآنية واللغوية يمارس كتابة الشعر، وكان يلقيه في المناسبات الدينية والرسمية.
ويتناول بالتلميح تارة وبالتصريح تارة اوضاع البلاد وماتعانيه في ظل  النظام الإمامي من جور وتخلف ومن تعاسة وشقاء. لم يلتفت اليه أحد في البداية، وقد ساعده على ذلك ان منطقة البيضاء بعيدة نسبياً عن مركز الثقل الرسمي، لكن صوته لم يلبث ان وصل الى العاصمة وأثار فزع الحاكمين بأمرهم، وكان لا بدّ من سحق ذلك الصوت الذي يتسلل من الأطراف حاملاً رياح الثورة وأحلام الدعوة الى التغيير. وهكذا اقتيد الشاعر الى السجن ليعاني في ظلماته أضعاف ماكان يعانيه من ظلمات. واذا كان قد اضطر تحت إلحاح الاصدقاء والحريصين على حياته أن يستعطف الإمام بقصيدة مدحية، شأنه في ذلك شأن الشهيد الزبيري في مطلع حياته الشعرية، وشأن كثير من الشعراء الذين حملوا راية المواجهة ونادوا بالالتحام مع جموع الشعب- إذا كان ذلك قد حدث فان الشاعر قد خرج من سجنه أكثر إصراراً وأشد اندفاعاً وزاد السجن من كراهيته لنظام الإمام ومن حقده على العابثين والسائرين في فلك الطغيان وعندما تشتد حملات الارهاب والمطاردة في شمال الوطن كان الشاعر يتجه الى الشطر الجنوبي ليتحسس آلامه ويناشده الإسراع في تكسير قيوده وتطهير الأرض من دنس الغاصبين وهو لايكف عن التساؤل:
أنسكت ياحمر الوجوه وأرضنا
                تضام وبترول الجزيرة يُسرق؟
سنشعلها حرباً على كل ظالم
               ولو أنه عند السماك معلق
ولم يسكت الشعب في اليمن بشطريه، وأشعلها- كما تنبأ الشاعر- ثورة على الطغاة المستبدين في الشمال ثم أتبعها بثورة عاصفة على الاحتلال  في الجنوب، وأعقب ذلك تغييرات ثورية على مستوى الشطرين للقضاء على آثار العهدين البغيضين وعلى ركام المخلفات، في مقدمة ذلك الركام نظام التجزئة والتشطير الذي جعل من الاقليم الواحد اقليمين، وقد أسندت الثورة في شمال الوطن الى الشاعر الاستاذ سالم السبع عدداً من المناصب الادارية ولعب دوراً بارزاً في مجال التعاونيات الأهلية. وكان صوته طوال السنوات التالية للثورة أحد الاصوات التي تناضل في سبيل تأصيل معانيها وايقاظ وعي أبنائها. وقد سبب له ذلك الموقف بعض المتاعب، وقادته المكائد الخسيسة الى السجن في عام 8691م وكأننا ياشعب ماثرنا ولا ضحينا، وقد عبر عن ذلك الإحساس الفاجع بأبيات مبثوثة في قصائد كثيرة من قصائد هذا الديوان، منها هذه الأبيات:
ياطول الزمان من قسوة الحكم
                 ومن سلطة الذئاب الضواري
للجماهير أعينٌ تنظر المسؤ
                ول بين الملا وخلف الستار
وترى مايدور خلف الكواليس
                وإن أعلن الولاة الطواري
واذا المرتشون كانوا ولاة
               هددوا الأرض بالفنا والدمار
وطغت موجة الفساد على الش
                ـعب، وهب الخلاف كالإعصار
وغدا كل ماعلى الأرض  ملكا
                 بيد الحاكمين بالدينار
عفة الحاكمين شرط فإن عفّوا
                غدوا كالشموس والأقمار
واذا الحاكم استبد برأي
               اختفت هيبة الفتى المغوار
ومتى كان حازماً ونزيهاً
              صار في الشعب قبلة الأنظار
(الديوان)
تلك باختصار خطوط عريضة وسريعة عن حياة الشاعر سالم السبع، وهي حياة تغري بالدراسة والتعمق في تفاصيلها، وذلك ماينتظر أن يقوم به الشباب الدارسون من أبناء اليمن وقد بدأت طلائعهم- بعد غياب طويل- تأخذ مكانها وتحاول الكشف عن الجوهر الخالد لهذا الشعب من خلال الكشف عن جيل الرواد الذين مهدوا الطريق في مختلف المجالات.
وكانوا بماتحملوه من تضحيات، وبما تغلبوا عليه من صعوبات بمثابة الطليعة المتقدمة في الفكر والأدب والجديرة بكل رعاية وتقدير.
مع الديوان: رؤية موضوعية:
الثورة هي الموضوع الأساس في هذا الديوان، والثورة هي الموضوع الأساس أيضاً في كل ماكتب صاحب هذا الديوان من شعر سواء قبل ظهورها أو بعد ظهورها. فعندما كانت في ضمير الغيب كان شعره المبشر بها والداعي اليها، وعندما تحققت كان شعره هتافاً لها وانتصاراً ومحاولة لتصحيح مسارها كلما اقتربت من منعطف خطر. وربما يكون هذا الديوان قد ضم بعض القصائد القليلة التي تشكل استثناءً من القاعدة، إلا أنه استثناء محدود ويكاد يصبح استثناء ملغياً اذا عدنا الى تحليل محصلة هذه القصائد المستثناه كماهو الأمر على سبيل المثال مع قصيدة «لغة الموسيقى» التي تطالعنا أبياتها الأولى بهذه المعاني:
ضع بموسيقاك أنغاماً ولحنا
                واجعل الوعي لموسيقاك فنا
صوت موسيقاك أقوى جرس
              دق في القلب وفي الأسماع رنّا
فيه يافنان أسمى لغة
             خلقت جيلاً بمجد العرب غنى
فيه يافنان أحلى نغمة
            أدرك ابن الشرق فيها ماتمنّى
صوت موسيقاك أحيا أمة
             فاستعادت مجدها حسا ومعنى
وتمضي القصيدة التي قد يكون الشاعر أهداها الى واحدٍ من أصدقائه الفنانين، تمضي هكذا تصف العلاقة الوثقى والتفاعل التام بين الفن والانسان، بين الفنان والشعب حتى يتحول الحديث في آخرها الى حديث عن الوطن، هذا الفنان الاكبر ملهم الفنانين والمبدعين كل أشكال الفن والإبداع:
إن احساسي لموسيقاك يا
              وطني وحي فدُم بالعز وأهنا
وأبق في عز ودُم في رفعة
             خصمك مغلوباً ويفنى
كانت الثورة إذاً هي المحور والموضوع وهي المادة الخام لمضامين الشعر، وكما كانت ثورة السادس والعشرين من سبتمبر التعبير الفعلي الطبيعي عن طموح الشعب والصورة المثلى لأحلامه، فقد كانت أشعار الأستاذ السبع الرصد الأولى والعام والسريع للفرحة الشعبية الغامرة  والتعبير العفوي عن حالة الشعور بالانعتاق من كابوس الطغيان الملكي القاهر، وكما كان الشعب يعاني ويناضل في سبيل امتلاك الحياة الجديدة فقد كان الشاعر يعاني أيضاً ويناضل في سبيل امتلاك القدرة على التعبير، وكانت مفرداته كلها تدور حول الحرية والشعب  والثورة، والجمهورية حول الذل القديم والأمل الجديد، حول الكرامة والعدل، وربما كانت القصيدة الأولى في الديوان هي أول هتافات الشاعر للثورة ومنها:
بارك للشعب ثورة الحرية
              فشعار الجميع جمهوريه
كسر القيد جيشنا المارد الجبا
             ربل دك معقل الرجعيه
ومضى ينشر العدالة بين النا
             س لانعرة و لاعصبيه
عاش أحرارنا الأباة وعاش
              الشعب رمز البطولة اليمنيه
دقت الساعة التي حان فيها
               لطغاة الشعوب حكم المنيه
ان أهداف ثورة الجيش تقضي
               بالتزام الاخوة العربيه
فالزم الوحدة التي سنها الجيش
               وخل الزيود والشافعيه
نحن ابناء يعرب وحدّتنا
             حول أهدافنا الصلات القويه
صلة الدين والعروبة والأر
              ض التي فوقها نشأنا سوية
أرضنا الجنة التي شرد الطغيا
                ن أبناءها وكانت شقيه
سعدت بالحماة من قادة الثوار
                أهل الاباء وأهل الحميه
لم تعد أرضنا الحبيبة ترعى
               حق من ضيعوا حقوق الرعيه
لم تعد وجبة تقدم للحكام
              طبق الهوى وحسب الشهيه
(الديوان)
لم يكن الشاعر معروفاً قبل قيام الثورة، إلا في نطاق محدود، وقد أخذ نجمه يتألق في الساحة الأدبية والوطنية من خلال قصائده وأناشيده التي واكبت مسار الثورة. وقد يتلمس الناقد في نسيج القصيدة السالفة أنفاس شاعر اليمن الكبير الشهيد محمد محمود الزبيري الذي جمعته بالشاعر رابطة المودة الأدبية والوطنية منذ كان الأخير في عدن يهيئ مع رفاقه لحركة 84.
وقد تطورت العلاقة بين الشاعرين وتشابكت وامتدت جسورها الى الشعر نفسه.
واذا كانت الحكمة المأثورة المعاصرة تؤكد أنه (إذا نطقت المدافع سكتت آلهة الفن) فإن آلهة الشعر في اليمن لم تتوقف عن الغناء في مواكب الثورة طوال سنوات القتال. وقد شاركت القصيدة في ميادين الالتحام شأنها شأن القذيفة، وربما كان صوت القصيدة أوسع مدى وأشد دوياً. وكانت قصائد شاعرنا السبع تنطلق من الصفوف المتقدمة، وستبقى وثائق فنية تجسد تفاصيل البطولة وتحكي عن لقاء الثائر العربي من اليمن بالثائر العربي من مصر في ساحات الشرف وفي مواقع التحدي والنضال والاستشهاد:
وانقل الى روح الشهيد تحية
               لدم على اليمن السعيدة سالا
واشكر كفاح الصامدين بسفح وا
               دي الجوف والمتسلقين جبالا
الصابرين على الشدائد في الوغى
                الساهرين الصادقين فعالا
أبناء أحرار السعيدة امطروا
                قصر الخليج قنابلا ووبالا
لم تثن عزم الثائرين قنابل
              تهب الدمار وتنهب الآجالا
حسب البطولة أنها قد أنجبت
             للثائرين وللشعوب جمالا
والنيل أبصر في السعيدة للربى
              قبساً يضئ ومشعلاً يتلالا
ورأى شباباً ثاثراً متحمساً
             للحرب فاستدعى الشباب وصالا
(الديوان)
الديوان : رؤية فنية : 
من الأسئلة التي تكرر طرحها في نقدنا الحديث : لماذا يطغى الجانب الموضوعي في النص الأدبي على الجانب الفني، أو بعبارة اخرى لماذا يعاني الشاعر في إبراز مضامين نصه الأدبي أضعاف ما يعاني في إبراز اساليب التعبير الفني؟ هل هو الواقع العربي المتخلف الذي يجعل المضمون عنصراً أساسياً في عملية الإبداع ولا يترك للشاعر او الكاتب المبدع فرصة كافية لتقديم عمل فني متكامل الرؤيا؟ ام ان الامر يرجع الى أن الشاعر أو الكاتب لم يصلا بعد الى استيعاب الشروط الفنية بالمستوى نفسه من استيعاب الشروط الموضوعية او المعنوية ؟
قد يطول الوقت حتى يتم العثور على إجابة صحيحة او قريبة من الصحة إلا ان الذي لا مراء فيه أن الواقع العربي يتطلب «النص الموضوع » وليس النص الإبداعي وبسبب من الحرص على التوصيل تظهر معظم أعمالنا الشعرية ناقصة فنياً ولا تكاد تخرج في معظم الأحيان عن كونها وجهات نظر منظومة، وجهات نظر تخدم الفكرة او الموضوع، وقد يكون الموضوع سياسياً او اجتماعياً او عاطفياً وقد شكل الشعراء الكلاسيكيون الجدد وفي مقدمتهم احمد شوقي - صيغة فنية معنوية للقصيدة العربية ظلت هي المعيار والمثال، وقد يحاول الشاعر تجاوزها في تركيب الجملة او في بناء الصورة إلاّ إنه يبقى مرتبطاً بها ووفياً لها كل الوفاء وهذا الوفاء الضيق الآفاق هو الذي أفقد القصيدة القدرة على التشكيل الجديد والقدرة على التطور وقد استطاع بعض شعراء القصيدة البيتية أن يتخطوا هذه الحواجز وأن يتعاملوا مع اللغة من منطلق جديد يختلف تماماً عن المنطلق القديم للغة الكناية والمجاز لكن عدد هؤلاء الشعراء ما يزال قليلاً ومحاولاتهم ما تزال في البداية .
وقد عاش الشاعر سالم السبع - حتى بعد قيام الثورة - في بيئة شبه ريفية بعيدة عن التحولات الادبية والتقنية، وبعيداً عن متابعة تطورات التجديد في القصيدة العربية المعاصرة. وعندما كان يشعر بوطأة البيتية وبالحاجة الى الانفلات من نظام المعمار التقليدي للقصيدة كان يتجه الى المبتتات وأحياناً يقترب من قصيدة العامية الفصحى - إذا جاز التعبير-
وفي الديوان نماذج كافية لهذه الأشكال الفنية الخارجة على نظام التكرار والرتابة، و هذا نموذج من قصيدة ( الجندي ) وقد كتبها على نظام المبتتات.
بصدق العزم والهمة
             حياتي ملك للأمة
على العهد والذمة
           بأن احيا لاجيالي
بتصميمي وإيماني
           سأبني مجد أوطاني
واحمي صف إخواني
           وارعى شمل عمالي
دعاني الحق والواجب
           وناداني صدى مارب
لأبني مجدي الذاهب
          وأحيي ذكر أبطالي
وفيما عدا هذا الخروج المحدود والمحكوم، فان شاعرنا قد التزم الاعتدال في التعبير عن مشاعره وابتعد عن الإيغال في التشكيل الفني وفي استخدام الجديد في فن الاستعارة والخيال وعندما كان يرمز لمدينة البيضاء بامرأة محرومة او يرمز لليمن ذاتها بمدينة البيضاء فقد كان الرمز يبدو باستمرار متشكلاً مع ما يتناسب وواقع الحياة اليومية غير التغيير وبحيث لا يخرج عن الوضوح او يصبح جزءاً من الكيان العضوي للقصيدة .
وبعد، لقد نجح الاستاذ سالم السبع في أن ينتصر على ظروفه القاسية الجافة بل الفظيعة في قسوتها وجفاوتها واستطاع ان يتخطى الحواجز والمعوقات وأن يصبح واحداً من أبرز شعراء اليمن المناضلين بالكلمة في القرن العشرين. وما ديوانه هذا الا الجزء الأول من اجزاء ستظهر تباعاً مجسدة مواقفه ومواقف الكلمة في هذا الذي كان ادبه وما يزال بعيداً عن متناول النقاد والقراء في أقطار كثيرة من الوطن العربي الكبير .
كلية الآداب - جامعة صنعاء
الهوامش:
1- المعلومات مستقاة من شريط مسجل بصوت الشاعر
2- وقد سجل تاريخ ميلاده بالاعتماد على سؤاله لوالدته التي قالت: «كانت ولادتك ثالث عيد الاضحى بعد مقتل السلطان صالح بن احمد الرصاص بشهرين  او ثلاثة» ولجأ الشاعر الى القاضي محمد حسين الهيثمي -رحمه الله- يسأله عن تاريخ مقتل السلطان صالح بن احمد الرصاص، فقال: (قتل في العشر الأواخر من رمضان سنة 1431هـ).
نبذة عن الشاعر (1)
تقديم د/ سعاد سالم السبع
الشاعر الشيخ / سالم أحمد عبد الله بن عبدالله سالم السبع من مواليد قرية الفرشة ناحية مسورة بمرخة العليا السماة (مرخة بنير )، ومرخة ثلاث مناطق هي ( مرخة السادة ومرخة بنير ومرخة العوالق ) محافظة البيضاء، ولد في 21 ذي الحجة 1431هـ الموافق 31 يوليو 2291م ، (2)
فقد بصره وهو في السابعة من عمره إثر إصابته بمرض الجدري، عانى كثيراً من ضيق العيش وإهمال الأسرة بسبب إعاقته التي أفقدت الأسرة الأمل في جدوى الاعتماد عليه وهو كفيف لفلاحة الأرض فلم توله اهتماما يليق بطفولته .
بدأ تعليمه صدفة حينما قاده الرحيل سيراً على الأقدام برفقة أخته إلى قرية تسمى (الصومعة)، فكان قد بلغ منه التعب مبلغه، وأصبح غير قادر على مواصلة المسير فأقدامه مليئة بجراح الطريق، فقعد يستريح بجوار كتّاب أطفال، وجاء إليه الأستاذ أحمد محمد المشهبي - رحمه الله - وأمره بالدخول إلى المدرسة من الشمس، وبدأ الأطفال يقرأون سورة الضحى، وأخذ الطفل الكفيف يقرأ معهم والأستاذ يراقبه، واستمع الأستاذ إلى الأولاد واحداً واحداً وحينما وصل إليه سأله إن كان حفظ شيئا مما سمع ويريد أن يقرأ، فقرأ الطفل السورة كاملة بدون أي خطأ فربت الأستاذ على ظهره وقال له : ( بارك الله فيك استمر في القراءة معنا).
عانى الشاعر في طفولته كثيراً من الجوع والعطش والخوف والقهر، ومع أنه طفل وحيد ومحروم فقد حاول أن يختلط مع الأطفال ويشاركهم العابهم ومشاكساتهم، تعلم السباحة وفاق أقرانه، وكان يدافع عن نفسه مهما كانت النتائج، وله حكايات في طفولته ليس المجال واسعاً لذكرها هنا.
مكث الشاعر في الصومعة من نهاية 1351 إلى نهاية 1354 هـ وبعدها، جاء أحد تجار البيضاء و طلب إلى الفقيه أن يرسل معه ابنه لتدريس أولاد الأسرة في قرية الحمراء، فأشار عليه الفقيه بأن يصحب الطفل الكفيف فهو قادر على التدريس وفي الوقت نفسه متفرغ، فوافق الرجل، ووافق الطفل وانتقل إلى الحمراء، وكان يدرس الأولاد إلى جانب مدرس آخر اسمه ( ضيف الله )، وأستمر في التدريس عاماً كاملاً بعدها انتقل إلى البيضاء، وصادف أن دخل في فترة الاختبارات، وكان يشرف على هذه الاختبارات عامل البيضاء المرحوم / عبدالله بن إسحاق، ودخل الشاعر ضمن حلقة الاختبار صدفة وكان يحفظ عشرة أجزاء من القرآن الكريم حينها، وبدأ الاختبار وحينما وصل الدور عليه طلبوا منه القراءة، وقرأ فأعجبوا بقراءته، فقال له العامل هل تدرس هنا؟ قال الشاعر : لا أنا جئت من الحمراء، فقال له ما رأيك تلتحق ضمن طلاب المكتب تتعلم هنا؟ فوافق الشاعر، وكانت المدارس تسمى كتاتيب حينها، والتحق الشاعر بالكتّاب سنة 1356هـ، فأكمل حفظ القرآن الكريم وتجويده على يد الأستاذ الحاج/حمود الكستبان - رحمه الله - وأصبح الشاعر مساعداً للأستاذ في تدريس القرآن الكريم، وخلال الفترة من 1356 - 1358هـ، كان الشاعر يتردد على حلقات العلم في مسجد القاضي الشيخ / محمد حسين الهيثمي - رحمه الله - وكان الشاعر وبعض أصدقائه يجتمعون في مسجد عمر، ومنهم السيد المرحوم / محمد الهدار والسيد المرحوم / محسن الهدار، وحفظ معظم المتون الفقيه واللغوية، وحفظ كثيراً من الشعر في مختلف العصور، وكانوا ينظمون مسابقات دينية ولغوية وأدبية فكان الشاعر مبرزا في كل المسابقات، وحدث أن طلب الشاعر من أستاذه السماح له بكتابة شرح للأجرومية فسخر منه الأستاذ وقال له : ( احترم نفسك، من كان شيخه كتابه كان خطأه أكثر من صوابه ) فحز ذلك في نفس الشاعر، وأضمر أن يدعو للتغيير، وأخذ القاضي يوصيه بحفظ كل المتون، فحفظ الشاعر متوناً كثيرة .
بدأ الشاعر العمل مدرساً في وزارة المعارف، سنة 8531م ، وبهذه البداية بدأ يختلط بكبار القوم من حكام وسلاطين ومشايخ ومواطنين عاديين، واطلع عن قرب على ممارساتهم وكان شديد الرفض للظلم ميالاً لمناصرة الضعفاء والمظلومين، وكان لديه وعي كبير بأهمية العلم في بناء الإنسان، وإبعاده عن العبودية لغير الله، فكان يركز على هدفين أساسيين في تدريسه هما: إزاحة الجهل وتبصير الناس بحقوقهم الإنسانية، مما أقلق الحكام والمنتفعين من الوضع المظلم، وحينما بدأ تأثيره يظهر على عقول الناس تلامذته وأصدقائه - بدأت مضايقته من قبل الحكام بسجنه وتعذيبه وقطع مرتبه وأخذ العهود عليه أن يكف عن التدخل في السياسة، ولكنه كان أكثر إصراراً علي مقاومة الظلم، وكشف مساوئ الحكم والتخلف، فكوَّن مع مجموعة من أصدقائه خلية سرية للمقاومة ، وكانوا يوزعون المنشورات ضد الحكام ومن يناصرهم ، ووصل صيته الى الإمام بأنه يراسل الصحف وجهات أجنبية فأمر بحبسه، واستعطفه الشاعر بقصائد عدة في كل مرة يسجن فيها لإطلاقه فكانت توقع أثراً في نفس الإمام، ويطلق السجين، وقام الشاعر بعد الثورة بإحراق كل القصائد التي قالها في الإمام وأعوانه لأنه اعتبرها وثنيات قالها بدون اقتناع، وبدافع الخوف .
قام الشاعر بفتح أول مدرسة لتعليم البنات في مدينة البيضاء عام 3591م، وبدأ ينظم الشعر وهو في سن الخامسة عشر من العمر بكتابة بعض الأبيات تعليقاً على المتون التي كان يحفظها، وبدأ يكتب الشعر الإخواني والعاطفي والاجتماعي ولمع اسمه في  المدينة أستاذاً وشاعراً وبدأ يتناول في شعره ومقالاته ومنشوراته حب الوطن ومساوئ الحكم ويحث على العمل ضد الظم والخرافة، وضد من يعمل لتفريق الجهود الخيِّرة، ويدعو إلى التغيير، وكان ينشر ذلك إما عبر الصحف الموجودة في عدن مثل (صحيفة الفضول ) في تلك الفترة أو عبر منشورات توزع على أبواب المساجد والأماكن العامة، ففتح على نفسه بذلك عدة جبهات مع المتسلطين في المنطقة، فقد استاء منه حاكم الإمام والسلاطين والمشايخ، والمنتفعون من بقاء الوضع كما هو في تلك الفترة، فلاقى كل أشكال الظلم وصمد إلى أن قامت الثورة اليمنية 62 سبتمبر فأعلن عن نفسه ضمن نشر الأناشيد التي كان ينظمها مساندة للثورة خاصة بعد تعيينه مديرا لمكتب الإعلام بعد الثورة، وكان يحشد  جموع القبائل والشباب من خلال تسجيل الأناشيد بأصوات فنانين محبوبين من المنطقة ومن خارجها أمثال حمود زيد عيسى وسالم سعيد اليافعي وسالم علي امواس وسعيد الشعوي وغيرهم، وكان يذيعها عبر مكبر الصوت من المكتب ومن خلال التجول بها في الشوارع والقرى والنواحي، وتأثرت الجماهير بهذه الأناشيد، حيث الهبت حماسهم، وزرعت في نفوسهم التأييد  المطلق للثورة فساندوا الثورة، بقوة ورفضوا مساندة دعاة التخلف والعودة للوراء، بل شكلوا خلايا للمقاومة الشعبية للتصدي لكل من يعادي الثورتين سبتمبر وأكتوبر، ولكن أعداء الوطن ظلوا يحيكون المؤتمرات للشاعر لإسكات صوته بتلفيق التهم كلما سنحت لهم الفرصة، فتأذى الشاعر كثيراً من مؤامراتهم وتعرض للسجن أكثر من مرة قبل الثورة وبعد الثورة، ولم يقتصروا على ذلك بل حاولوا اغتياله وهو عائد من مكتبه ليلاً، وأصيب لكن الله نجاه، وواصل الشاعر مسيرة الكفاح يدعو إلى الحفاظ على الثورتين ( سبتمبر وأكتوبر ) والدفاع عنهما، وحماية الحرية وتحقيق الوحدة اليمنية، والشاعر له مواقف وذكريات مع كثير من الأحرار ومنهم الشهيد الزبيري، وعبدالسلام صبرة، والشيخ البيحاني, والنعمان، ويعرفه معظم المناضلين المعاصرين للشاعر الذين كانوا على الساحة قبل الثورة وبعد الثورة .
للشاعر ديوانا شعر، ديوان مطبوع بعنوان ( من وحي الثورة)، وديوان تحت الطبع ضمن منشورات وزارة الثقافة بعنوان
 ( السبعينات - أحلامي بين الوطن والثورة والوحدة ) المجموعة الكاملة للشاعر بتقديم ابنته د . سعاد .

هناك 3 تعليقات:

  1. الاخوة الزوار الرجاء ترك بصمة زيارتكم بتعليق ولكم جزيل الشكر

    ردحذف
  2. عاش بصيرًا والبصر في قلبهُ
    متأثرًا بكتاب الله محبًا لوطنهُ
    ترعرع في بيئة كانت ضدهُ
    حالف كتاب الله وعايش قلمهُ..

    رحمة الله على من مضى وبصماته في الحياة لم تمضي.
    #فلنقتدي_ بمثل_ هؤلاء

    ردحذف
  3. هل هو كاتب قصيدة ياجماهير سبتمبر وأكتوبر

    ردحذف

مرحبا بكم
أرجو أن ينال المحتوى إعجابكم ويسعدني تلقي تعليقاتكم وتواصلكم شرف كبير لي
مودتي
أ/ علي علي مرجان