للرئيسة انقر على الصورة اعلاه

الثلاثاء، 25 سبتمبر 2012

ديوان الشاعر / سالم احمد السبع كاملا


لمسة وفاء لرموز ثورة 26 سبتمبر في عيدها الخمسين اقدم لكم رابط لديوان الشاعر الثائر /سالم احمد السبع وفي هذا الديوان سيرة مختصرة للشاعر وكذا قصائدة المتنوعة الوطنية والقومية والدينية مهما قلت فلن اوفيه حقه رحمة الله عليه
.
ديوان الشاعر / سالم احمد السبع كاملا للتنزيل اتبع الرابط التالي 
http://www.4shared.com/rar/BTkQK7MB/______26-8-2009.html
.
نبذه عن الشاعر بقلم الاستاذ/  عبدالعزيز المقالح بعنوان
ومضات: في وداع الشاعر الكبير الأستاذ سالم السبع 

الأربعاء 26 سبتمبر-أيلول 2012

عبدالعزيز المقالح
الشعراء-إذا أحسنوا استخدام الكلمة-هم روح الأمة وضميرها. زمان الآخرين ينتهي برحيلهم الى العالم الآخر وزمانهم يبقى متجدداً مابقيت الكلمة التي تحمل صوتهم وتجسد مواقفهم. ومهما استجد في عالم الناس من فنون وأشكال تعبير أدبية فان الشعر يظل هو الفن الأثير والأقرب الى الوجدان ولهذا يكون غياب الشاعر جارحاً ومؤلماً لانه غياب للقصيدة وغياب للمعنى الجميل والنبيل، هكذا وجدتني اتحدث الى الاصدقاء بعد محادثة قصيرة-عبر التليفون- من الصديق الدكتور محمد ناصر حميد ينعي فيها رحيل شاعر الوطنية الأستاذ سالم السبع صاحب القصائد والأناشيد الثورية التي سكنت وجدان المواطن اليمني ومازالت وستبقى شديدة التوهج والنقاء.
لقد طوى الشاعر الكبير الضرير اوراق حياته الحافلة بكل ناصع وشريف قبل أيام قليلة من بدء عام 5002م من طي اوراقه المليئة بالآلام والمآسي ومن المؤسف ان يرحل الشاعر الكبير الى عالم الخلود قبل ان يرى بقلبه ويلمس بيديه ديوانه الشامل الذي يجمع كل ابداعه الشعري والذي تكفلت وزارة الثقافة والسياحة بطبعه أسوة بمئات الدواوين التي تولت الوزارة طبعها للشعراء اليمنيين الاحياء منهم والاموات والشبان والشيوخ في محاولة جادة لتقديم بانوراما الشعر المعاصر في اليمن ابتداءً من الرواد وتابعيهم الى تجربة المبدعين الشبان على اختلاف مناحي هذه التجربة وانفتاحها على الحياة الحديثة ومنجزاتها في عالم الكتابة الابداعية.
لقد عاش شاعرنا الراحل الاستاذ سالم السبع حالة من العزوف عن الاضواء وكان بتواضعه الجم يبتعد ما استطاع عن الموائد الادبية اذا جاز التعبير مكتفياً بما انجزه لارضاء مشاعره والتعبير عن حبه العظيم لوطنه ذلك الحب الذي لم يرد عليه جزاءً ولا شكوراً وقد بقى مرابطاً في مدينته القريبة الى قلبه، مدينة البيضاء التي رغم اهميتها ومكانتها في التاريخ القدم والحديث الاّ انها لم تكن على طريق القوافل السياحية او الاعلامية التي تنقل آخر انجازاتها وأخبار رجالاتها، وقد بدأ الاستاذ سالم حياته في تلك المدينة الباسلة مدرساً، وبعد قيام الثورة اليمنية (سبتمبر-اكتوبر) تعين مسؤولاً اعلامياً فكان صوت الثورة في أصعب المراحل وأشدها خطورة ومواجهة مع الأعداء الذين تمثلوا في الاحتلال البريطاني الذي أدرك خطر الثورة على وجوده ثم بالمغرر بهم من اليمنيين الذين لم يدركوا أهمية الثورة وماتعد به من تقدم شامل وكامل، ومن تحرير للانسان والارض من عبودية للطغيان وخضوع للاحتلال الاجنبي وهذا مابشرت به، اشعاره قبل الثورة وماظل يهتف به ويتغنى له.
وبالمناسبة، فقد اسعدني الحظ برؤية الشاعر الكبير سالم السبع أكثر من مرة واستمتعت بحديثه، ولا أنسى وانا اطوف معه في مكتبة مركز الدراسات والبحوث وهو يتحسس الكتب بيديه وكأنه يتحسس وجوه ابنائه واحفاده. ويومئذ ادركت انه ليس شاعراً مبدعاً وحسب ولامناضلاً وحسب، بل مثقف واسع الاطلاع ومفكر عركته الحياة وصنعت الكثير من تجاربه وكان سعيداً بماحققته البلاد في ظل الثورة رغم كل ماواجهته من الصعاب وكان اسعد مايكون بنجاح ابنته الدكتورة سعاد سالم السبع الاستاذة بكلية التربية جامعة صنعاء والتي تعد نموذجاً فريداً ورائعاً في التفوق والتفاني في اعداد الجيل الجديد من الطلاب الجامعيين والجامعيات وفاءً للوطن وعملاً بالنصائح الغالية التي ظل الراحل الكريم يسديها.. اليها لتكون كما أراد لها في مقدمة طلائع فتيات مابعد الثورة استيعاباً للمعارف والعلوم وحرصاً على خدمة الوطن وابنائه تغمدالله الفقيد بواسع رحمته ورضوانه.
في عام 1964م صدر الديوان الاول للشاعر سالم السبع (من وحي الثورة) بالمقدمة الآتية:
في وداع  الشاعر الكبير الاستاذ سالم السبع
تقديم بقلم: د. عبدالعزيز المقالح
أخي المهاجر زمان الفرد قد ولى
               وشعبك الحر شرد أسرة الطغيان
لا يحكم الشعب بعد اليوم من صلى
              لمستبد، ببابه يطلب الغفران
قد شده الدين لما شقت الشملا
             وفرق الشعب باسم الآل والأديان
أخي المهاجر بلادك حبها أولى
            مما على الأرض من مال ومن سلطان
وسورة الثورة الكبرى غدت تتلى
            بمسمع الكون والدنيا أصبحت آذان
الشعب يدعوك بادر والبدار أولى
             وقريتك نادتك والأهل والجبران
بادر لتبني وتحيي البيت والحقلا
             فقد مضى عنك عهد البؤس والحرمان
وقدس الشعب عز الشعب، بل جلا
             وخيرنا من يقدس واجب الأوطان
هذا الصوت ليس غريباً على قلبي وأذني، وليس غريبا على قلوب اليمنيين وآذانهم، لقد سمعته في ذات الوقت الذي استمع إليه كل أبناء اليمن، المقيمين منهم والنازحين، استمعنا إليه جميعاً في الأيام الأولى للثورة، هل تتذكرون؟ أما أنا فما زلت أتذكره، بل مازلت أسمعه بقلبي وأذني على بعد المسافة الزمنية كأنما يتردد الآن، هاهو ينساب في دمي كما كان ينساب ويذوب في دماء اليمنيين، وهو لا يدخل القلب شعراً منفرداً وإنما يدخله منغماً وموقعاً ومصحوباً بصوت الفنان اليمني المعروف حمود زيد عيسى".
كان هذا الصوت البعيد القريب يحمل شجن السنوات الطويلة، شجن العمر الذبيح المشنوق على أعواد السنوات الذابلة العجفاء، وكان كالثورة ذاتها فاصلا بين عهدين، عهد طافح بالمرارة اليأس، وعهد طافح بالأحلام والأشواق  وكلمات هذا الصوت – كما نرى – بسيطة وسهلة تحاول المزج بين العربية والعامية. بعض الكلمات لا بد لكي تستقيم أن تكون مسكنة الأواخر شأن كل هذا النوع من الشعر العامي الفصيح.
لكن، من صاحب هذا الصوت، وأين هو الآن؟ ومذا يصنع لبلاده؟ وهل أضاف أصواتا أخرى إلى ذلك الصوت؟ والإجابة على هذه التساؤلات هي موضوع الصفحات التالية التي تحاول أن تكون مقدمة الديوان الأول لصاحب هذا الصوت، الشاعر الكبير الأستاذ سالم احمد السبع، أحد الثائرين اليمنيين الذين حملوا سلاح القلم باعتباره (السيف المبصر) على حد تعبير الشاعر الراحل صلاح عبدالصبور، حملوه وقاتلوا به إلى أن تحقق النصر للوطن وأصبح الحكم لأبنائه.
والشاعر سالم السبع ضرير آخر من أرض بلقيس، وواحد من هؤلاء الأفذاذ الذين يبصرون بقلوبهم، ويؤكدون بحضورهم الإبداعي الدائم عمق اللغة القرآنية التي تفرق في الدلالة بين معنى النظر ومعنى الإبصار وبين الرؤية والرؤيا، وتضع مفهوماً جديداً لمعنى العمى، وأنه ليس فقدان البصر وإنما فقدان البصيرة كما حدث – على سبيل المثال – لقوم ثمود الذين هداهم الله فاستحبوا العمى على الهدى!!
والحكاية الواقعية التالية تؤكد هذا المعنى الكبير.
تقول الحكاية أن فتاة ضريرة اعتادت أن تخرج كل يوم من منزل الأسرة إلى منازل الأهل والأقارب في المدينة الصغيرة دون حاجة إلى مساعدة من أحد. وفي بعض الأيام كانت تطوف بأحياء المدينة ثم تعود إلى المنزل بلا دليل ودون أن تخطئ حاستها المبصرة. وبعد أن أجريت للفتاة عملية ناجحة لإعادة النظر لم تتمكن من العودة إلى المنزل إلا بعد أن وضعت عصابة سوداء على عينيها المبصرتين.
ليس النظر إذن سوى أداة سطحية للإبصار الناقص، وليست العينان سوى زجاجتين خافتتين إن لم يرفدهما قلب مبصر وإحساس مضيء. وفي هذا وحده يكمن عزاء هؤلاء المبصرين الذين استبدلوا العيون الزجاجية بعيون لا تصدأ ولا تكل. ومن بين هؤلاء الشاعر سالم السبع الذي تخترق نظراته جدران الواقع وعتماته وتنفذ ألفاظه اللاهبة إلى القلوب.
قال صديقي وهو مستغرب
             صمتي تجاه الأمة الخامدة
سبتمبر وافاك فاسمع لما
            يملي على أفكارك الوارده
دولار أمريكا غدا كعبة
           خرت له أطماعكم ساجدة
أصل المآسي كلها محنة
           جاءت من الدولار يا عابده
(الديوان)
ملامح من حياة الشاعر والواقع
ولد الشاعر في قرية فرشة التابعة لمحافظة البيضاء في أوائل العشرينات من أسرة تمثل الغالبية العظمى من الشعب في فقرها واعتمادها على مجال الزراعة. وبعد ثماني سنوات من مولده هبّت على اليمن رياح الجدري فانتزعت من الطفل ابن الثامنة عينيه وحرمته نعمة الإبصار، لكنها فتحت أمامه أبواب تعمة أخرى لم يدخلها إلا بعد سنوات طويلة من الحرمان والبؤس والعناء – إنها نعمة التعبير، نعمة الشعر. فما كان له أن يهجر قريته ويغدو شاعراً لو لم يذهب الجدري بعينيه ويصبح غير قادر على تحمل مسئولية الحرث" وعناء الحصد والزرع فينتقل إلى مدينة البيضاء ليتعلم القرآن وبعض علوم الفقه والنحو واللغة، وكانت البيضاء، عندما ذهب ابنها الشاعر في طفولته، مدينة صغيرة لا تختلف كثيراً عن القرية، إلا أنها مطمح الرسميين لتكون مقرا للإدارة الحكومية، ولم يكن فيها من البياض سوى اسمها وسوى الأكفان التي كان يحظى بها بعض الأثرياء عند الوفاة، وفيما عدا ذلك فكل شيء في المدينة داكن قاتم. وهي في عين الطفل القرير أكثر قتامة. أما أخبارها فقاصرة على الصراع الدائر بين أهالي المدينة وما جاورها من قرى وبين قوات الاحتلال الإنجليزي من جهة وقوات الإمام عيسى من جهة أخرى. وكان الاتفاق غير المكتوب بين السلطتين قد انتهى إلى أن تكون "البيضاء" الخط الفاصل بين الشطر الخاضع مباشرة للاحتلال والخط الخارج صوريا عن الخضوع المباشر، وكانت المدينة لهذه الأسباب وغيرها ترفض الطرفين، ترفض أن تنحاز إلى الاحتلال لأنه غريب وأجنبي، وترفض القبول بالإمام لأنه متخلف ومتواطئ مع الإنجليز.
وهكذا أبقيت البيضاء وأهلها منذ وقت مبكر في حالة صدام غير متكافئ بين القوى الدخيلة والقوة العملية، وظلت تحلم بنظام وطني جديد تثق به وتمنحه ولاءها الحقيقي. وقد نشأ شاعرها وترعرع في هذه البيئة واختزنت ذاكرته معارك هذا الصراع وأبعاد ذلك الحلم بالخلاص من مدى الاحتلال وطغيان الإمام، وقد عبرت قصائده فيما بعد عن هذا الشعور، وحمل منذ وقت مبكر مهمة الدفاع عن مدينته وعن الوطن حتى تألق دورها في معارك الثورة وأضافت بطولات جديدة إلى تاريخ الحركة الوطنية.
بدأ سالم السبع – بعد أن استوعب القدر المتاح من العلوم القرآنية واللغوية يمارس كتابة الشعر، وكان يلقيه في المناسبات الدينية والرسمية.
ويتناول بالتلميح تارة وبالتصريح تارة اوضاع البلاد وماتعانيه في ظل  النظام الإمامي من جور وتخلف ومن تعاسة وشقاء. لم يلتفت اليه أحد في البداية، وقد ساعده على ذلك ان منطقة البيضاء بعيدة نسبياً عن مركز الثقل الرسمي، لكن صوته لم يلبث ان وصل الى العاصمة وأثار فزع الحاكمين بأمرهم، وكان لا بدّ من سحق ذلك الصوت الذي يتسلل من الأطراف حاملاً رياح الثورة وأحلام الدعوة الى التغيير. وهكذا اقتيد الشاعر الى السجن ليعاني في ظلماته أضعاف ماكان يعانيه من ظلمات. واذا كان قد اضطر تحت إلحاح الاصدقاء والحريصين على حياته أن يستعطف الإمام بقصيدة مدحية، شأنه في ذلك شأن الشهيد الزبيري في مطلع حياته الشعرية، وشأن كثير من الشعراء الذين حملوا راية المواجهة ونادوا بالالتحام مع جموع الشعب- إذا كان ذلك قد حدث فان الشاعر قد خرج من سجنه أكثر إصراراً وأشد اندفاعاً وزاد السجن من كراهيته لنظام الإمام ومن حقده على العابثين والسائرين في فلك الطغيان وعندما تشتد حملات الارهاب والمطاردة في شمال الوطن كان الشاعر يتجه الى الشطر الجنوبي ليتحسس آلامه ويناشده الإسراع في تكسير قيوده وتطهير الأرض من دنس الغاصبين وهو لايكف عن التساؤل:
أنسكت ياحمر الوجوه وأرضنا
                تضام وبترول الجزيرة يُسرق؟
سنشعلها حرباً على كل ظالم
               ولو أنه عند السماك معلق
ولم يسكت الشعب في اليمن بشطريه، وأشعلها- كما تنبأ الشاعر- ثورة على الطغاة المستبدين في الشمال ثم أتبعها بثورة عاصفة على الاحتلال  في الجنوب، وأعقب ذلك تغييرات ثورية على مستوى الشطرين للقضاء على آثار العهدين البغيضين وعلى ركام المخلفات، في مقدمة ذلك الركام نظام التجزئة والتشطير الذي جعل من الاقليم الواحد اقليمين، وقد أسندت الثورة في شمال الوطن الى الشاعر الاستاذ سالم السبع عدداً من المناصب الادارية ولعب دوراً بارزاً في مجال التعاونيات الأهلية. وكان صوته طوال السنوات التالية للثورة أحد الاصوات التي تناضل في سبيل تأصيل معانيها وايقاظ وعي أبنائها. وقد سبب له ذلك الموقف بعض المتاعب، وقادته المكائد الخسيسة الى السجن في عام 8691م وكأننا ياشعب ماثرنا ولا ضحينا، وقد عبر عن ذلك الإحساس الفاجع بأبيات مبثوثة في قصائد كثيرة من قصائد هذا الديوان، منها هذه الأبيات:
ياطول الزمان من قسوة الحكم
                 ومن سلطة الذئاب الضواري
للجماهير أعينٌ تنظر المسؤ
                ول بين الملا وخلف الستار
وترى مايدور خلف الكواليس
                وإن أعلن الولاة الطواري
واذا المرتشون كانوا ولاة
               هددوا الأرض بالفنا والدمار
وطغت موجة الفساد على الش
                ـعب، وهب الخلاف كالإعصار
وغدا كل ماعلى الأرض  ملكا
                 بيد الحاكمين بالدينار
عفة الحاكمين شرط فإن عفّوا
                غدوا كالشموس والأقمار
واذا الحاكم استبد برأي
               اختفت هيبة الفتى المغوار
ومتى كان حازماً ونزيهاً
              صار في الشعب قبلة الأنظار
(الديوان)
تلك باختصار خطوط عريضة وسريعة عن حياة الشاعر سالم السبع، وهي حياة تغري بالدراسة والتعمق في تفاصيلها، وذلك ماينتظر أن يقوم به الشباب الدارسون من أبناء اليمن وقد بدأت طلائعهم- بعد غياب طويل- تأخذ مكانها وتحاول الكشف عن الجوهر الخالد لهذا الشعب من خلال الكشف عن جيل الرواد الذين مهدوا الطريق في مختلف المجالات.
وكانوا بماتحملوه من تضحيات، وبما تغلبوا عليه من صعوبات بمثابة الطليعة المتقدمة في الفكر والأدب والجديرة بكل رعاية وتقدير.
مع الديوان: رؤية موضوعية:
الثورة هي الموضوع الأساس في هذا الديوان، والثورة هي الموضوع الأساس أيضاً في كل ماكتب صاحب هذا الديوان من شعر سواء قبل ظهورها أو بعد ظهورها. فعندما كانت في ضمير الغيب كان شعره المبشر بها والداعي اليها، وعندما تحققت كان شعره هتافاً لها وانتصاراً ومحاولة لتصحيح مسارها كلما اقتربت من منعطف خطر. وربما يكون هذا الديوان قد ضم بعض القصائد القليلة التي تشكل استثناءً من القاعدة، إلا أنه استثناء محدود ويكاد يصبح استثناء ملغياً اذا عدنا الى تحليل محصلة هذه القصائد المستثناه كماهو الأمر على سبيل المثال مع قصيدة «لغة الموسيقى» التي تطالعنا أبياتها الأولى بهذه المعاني:
ضع بموسيقاك أنغاماً ولحنا
                واجعل الوعي لموسيقاك فنا
صوت موسيقاك أقوى جرس
              دق في القلب وفي الأسماع رنّا
فيه يافنان أسمى لغة
             خلقت جيلاً بمجد العرب غنى
فيه يافنان أحلى نغمة
            أدرك ابن الشرق فيها ماتمنّى
صوت موسيقاك أحيا أمة
             فاستعادت مجدها حسا ومعنى
وتمضي القصيدة التي قد يكون الشاعر أهداها الى واحدٍ من أصدقائه الفنانين، تمضي هكذا تصف العلاقة الوثقى والتفاعل التام بين الفن والانسان، بين الفنان والشعب حتى يتحول الحديث في آخرها الى حديث عن الوطن، هذا الفنان الاكبر ملهم الفنانين والمبدعين كل أشكال الفن والإبداع:
إن احساسي لموسيقاك يا
              وطني وحي فدُم بالعز وأهنا
وأبق في عز ودُم في رفعة
             خصمك مغلوباً ويفنى
كانت الثورة إذاً هي المحور والموضوع وهي المادة الخام لمضامين الشعر، وكما كانت ثورة السادس والعشرين من سبتمبر التعبير الفعلي الطبيعي عن طموح الشعب والصورة المثلى لأحلامه، فقد كانت أشعار الأستاذ السبع الرصد الأولى والعام والسريع للفرحة الشعبية الغامرة  والتعبير العفوي عن حالة الشعور بالانعتاق من كابوس الطغيان الملكي القاهر، وكما كان الشعب يعاني ويناضل في سبيل امتلاك الحياة الجديدة فقد كان الشاعر يعاني أيضاً ويناضل في سبيل امتلاك القدرة على التعبير، وكانت مفرداته كلها تدور حول الحرية والشعب  والثورة، والجمهورية حول الذل القديم والأمل الجديد، حول الكرامة والعدل، وربما كانت القصيدة الأولى في الديوان هي أول هتافات الشاعر للثورة ومنها:
بارك للشعب ثورة الحرية
              فشعار الجميع جمهوريه
كسر القيد جيشنا المارد الجبا
             ربل دك معقل الرجعيه
ومضى ينشر العدالة بين النا
             س لانعرة و لاعصبيه
عاش أحرارنا الأباة وعاش
              الشعب رمز البطولة اليمنيه
دقت الساعة التي حان فيها
               لطغاة الشعوب حكم المنيه
ان أهداف ثورة الجيش تقضي
               بالتزام الاخوة العربيه
فالزم الوحدة التي سنها الجيش
               وخل الزيود والشافعيه
نحن ابناء يعرب وحدّتنا
             حول أهدافنا الصلات القويه
صلة الدين والعروبة والأر
              ض التي فوقها نشأنا سوية
أرضنا الجنة التي شرد الطغيا
                ن أبناءها وكانت شقيه
سعدت بالحماة من قادة الثوار
                أهل الاباء وأهل الحميه
لم تعد أرضنا الحبيبة ترعى
               حق من ضيعوا حقوق الرعيه
لم تعد وجبة تقدم للحكام
              طبق الهوى وحسب الشهيه
(الديوان)
لم يكن الشاعر معروفاً قبل قيام الثورة، إلا في نطاق محدود، وقد أخذ نجمه يتألق في الساحة الأدبية والوطنية من خلال قصائده وأناشيده التي واكبت مسار الثورة. وقد يتلمس الناقد في نسيج القصيدة السالفة أنفاس شاعر اليمن الكبير الشهيد محمد محمود الزبيري الذي جمعته بالشاعر رابطة المودة الأدبية والوطنية منذ كان الأخير في عدن يهيئ مع رفاقه لحركة 84.
وقد تطورت العلاقة بين الشاعرين وتشابكت وامتدت جسورها الى الشعر نفسه.
واذا كانت الحكمة المأثورة المعاصرة تؤكد أنه (إذا نطقت المدافع سكتت آلهة الفن) فإن آلهة الشعر في اليمن لم تتوقف عن الغناء في مواكب الثورة طوال سنوات القتال. وقد شاركت القصيدة في ميادين الالتحام شأنها شأن القذيفة، وربما كان صوت القصيدة أوسع مدى وأشد دوياً. وكانت قصائد شاعرنا السبع تنطلق من الصفوف المتقدمة، وستبقى وثائق فنية تجسد تفاصيل البطولة وتحكي عن لقاء الثائر العربي من اليمن بالثائر العربي من مصر في ساحات الشرف وفي مواقع التحدي والنضال والاستشهاد:
وانقل الى روح الشهيد تحية
               لدم على اليمن السعيدة سالا
واشكر كفاح الصامدين بسفح وا
               دي الجوف والمتسلقين جبالا
الصابرين على الشدائد في الوغى
                الساهرين الصادقين فعالا
أبناء أحرار السعيدة امطروا
                قصر الخليج قنابلا ووبالا
لم تثن عزم الثائرين قنابل
              تهب الدمار وتنهب الآجالا
حسب البطولة أنها قد أنجبت
             للثائرين وللشعوب جمالا
والنيل أبصر في السعيدة للربى
              قبساً يضئ ومشعلاً يتلالا
ورأى شباباً ثاثراً متحمساً
             للحرب فاستدعى الشباب وصالا
(الديوان)
الديوان : رؤية فنية : 
من الأسئلة التي تكرر طرحها في نقدنا الحديث : لماذا يطغى الجانب الموضوعي في النص الأدبي على الجانب الفني، أو بعبارة اخرى لماذا يعاني الشاعر في إبراز مضامين نصه الأدبي أضعاف ما يعاني في إبراز اساليب التعبير الفني؟ هل هو الواقع العربي المتخلف الذي يجعل المضمون عنصراً أساسياً في عملية الإبداع ولا يترك للشاعر او الكاتب المبدع فرصة كافية لتقديم عمل فني متكامل الرؤيا؟ ام ان الامر يرجع الى أن الشاعر أو الكاتب لم يصلا بعد الى استيعاب الشروط الفنية بالمستوى نفسه من استيعاب الشروط الموضوعية او المعنوية ؟
قد يطول الوقت حتى يتم العثور على إجابة صحيحة او قريبة من الصحة إلا ان الذي لا مراء فيه أن الواقع العربي يتطلب «النص الموضوع » وليس النص الإبداعي وبسبب من الحرص على التوصيل تظهر معظم أعمالنا الشعرية ناقصة فنياً ولا تكاد تخرج في معظم الأحيان عن كونها وجهات نظر منظومة، وجهات نظر تخدم الفكرة او الموضوع، وقد يكون الموضوع سياسياً او اجتماعياً او عاطفياً وقد شكل الشعراء الكلاسيكيون الجدد وفي مقدمتهم احمد شوقي - صيغة فنية معنوية للقصيدة العربية ظلت هي المعيار والمثال، وقد يحاول الشاعر تجاوزها في تركيب الجملة او في بناء الصورة إلاّ إنه يبقى مرتبطاً بها ووفياً لها كل الوفاء وهذا الوفاء الضيق الآفاق هو الذي أفقد القصيدة القدرة على التشكيل الجديد والقدرة على التطور وقد استطاع بعض شعراء القصيدة البيتية أن يتخطوا هذه الحواجز وأن يتعاملوا مع اللغة من منطلق جديد يختلف تماماً عن المنطلق القديم للغة الكناية والمجاز لكن عدد هؤلاء الشعراء ما يزال قليلاً ومحاولاتهم ما تزال في البداية .
وقد عاش الشاعر سالم السبع - حتى بعد قيام الثورة - في بيئة شبه ريفية بعيدة عن التحولات الادبية والتقنية، وبعيداً عن متابعة تطورات التجديد في القصيدة العربية المعاصرة. وعندما كان يشعر بوطأة البيتية وبالحاجة الى الانفلات من نظام المعمار التقليدي للقصيدة كان يتجه الى المبتتات وأحياناً يقترب من قصيدة العامية الفصحى - إذا جاز التعبير-
وفي الديوان نماذج كافية لهذه الأشكال الفنية الخارجة على نظام التكرار والرتابة، و هذا نموذج من قصيدة ( الجندي ) وقد كتبها على نظام المبتتات.
بصدق العزم والهمة
             حياتي ملك للأمة
على العهد والذمة
           بأن احيا لاجيالي
بتصميمي وإيماني
           سأبني مجد أوطاني
واحمي صف إخواني
           وارعى شمل عمالي
دعاني الحق والواجب
           وناداني صدى مارب
لأبني مجدي الذاهب
          وأحيي ذكر أبطالي
وفيما عدا هذا الخروج المحدود والمحكوم، فان شاعرنا قد التزم الاعتدال في التعبير عن مشاعره وابتعد عن الإيغال في التشكيل الفني وفي استخدام الجديد في فن الاستعارة والخيال وعندما كان يرمز لمدينة البيضاء بامرأة محرومة او يرمز لليمن ذاتها بمدينة البيضاء فقد كان الرمز يبدو باستمرار متشكلاً مع ما يتناسب وواقع الحياة اليومية غير التغيير وبحيث لا يخرج عن الوضوح او يصبح جزءاً من الكيان العضوي للقصيدة .
وبعد، لقد نجح الاستاذ سالم السبع في أن ينتصر على ظروفه القاسية الجافة بل الفظيعة في قسوتها وجفاوتها واستطاع ان يتخطى الحواجز والمعوقات وأن يصبح واحداً من أبرز شعراء اليمن المناضلين بالكلمة في القرن العشرين. وما ديوانه هذا الا الجزء الأول من اجزاء ستظهر تباعاً مجسدة مواقفه ومواقف الكلمة في هذا الذي كان ادبه وما يزال بعيداً عن متناول النقاد والقراء في أقطار كثيرة من الوطن العربي الكبير .
كلية الآداب - جامعة صنعاء
الهوامش:
1- المعلومات مستقاة من شريط مسجل بصوت الشاعر
2- وقد سجل تاريخ ميلاده بالاعتماد على سؤاله لوالدته التي قالت: «كانت ولادتك ثالث عيد الاضحى بعد مقتل السلطان صالح بن احمد الرصاص بشهرين  او ثلاثة» ولجأ الشاعر الى القاضي محمد حسين الهيثمي -رحمه الله- يسأله عن تاريخ مقتل السلطان صالح بن احمد الرصاص، فقال: (قتل في العشر الأواخر من رمضان سنة 1431هـ).
نبذة عن الشاعر (1)
تقديم د/ سعاد سالم السبع
الشاعر الشيخ / سالم أحمد عبد الله بن عبدالله سالم السبع من مواليد قرية الفرشة ناحية مسورة بمرخة العليا السماة (مرخة بنير )، ومرخة ثلاث مناطق هي ( مرخة السادة ومرخة بنير ومرخة العوالق ) محافظة البيضاء، ولد في 21 ذي الحجة 1431هـ الموافق 31 يوليو 2291م ، (2)
فقد بصره وهو في السابعة من عمره إثر إصابته بمرض الجدري، عانى كثيراً من ضيق العيش وإهمال الأسرة بسبب إعاقته التي أفقدت الأسرة الأمل في جدوى الاعتماد عليه وهو كفيف لفلاحة الأرض فلم توله اهتماما يليق بطفولته .
بدأ تعليمه صدفة حينما قاده الرحيل سيراً على الأقدام برفقة أخته إلى قرية تسمى (الصومعة)، فكان قد بلغ منه التعب مبلغه، وأصبح غير قادر على مواصلة المسير فأقدامه مليئة بجراح الطريق، فقعد يستريح بجوار كتّاب أطفال، وجاء إليه الأستاذ أحمد محمد المشهبي - رحمه الله - وأمره بالدخول إلى المدرسة من الشمس، وبدأ الأطفال يقرأون سورة الضحى، وأخذ الطفل الكفيف يقرأ معهم والأستاذ يراقبه، واستمع الأستاذ إلى الأولاد واحداً واحداً وحينما وصل إليه سأله إن كان حفظ شيئا مما سمع ويريد أن يقرأ، فقرأ الطفل السورة كاملة بدون أي خطأ فربت الأستاذ على ظهره وقال له : ( بارك الله فيك استمر في القراءة معنا).
عانى الشاعر في طفولته كثيراً من الجوع والعطش والخوف والقهر، ومع أنه طفل وحيد ومحروم فقد حاول أن يختلط مع الأطفال ويشاركهم العابهم ومشاكساتهم، تعلم السباحة وفاق أقرانه، وكان يدافع عن نفسه مهما كانت النتائج، وله حكايات في طفولته ليس المجال واسعاً لذكرها هنا.
مكث الشاعر في الصومعة من نهاية 1351 إلى نهاية 1354 هـ وبعدها، جاء أحد تجار البيضاء و طلب إلى الفقيه أن يرسل معه ابنه لتدريس أولاد الأسرة في قرية الحمراء، فأشار عليه الفقيه بأن يصحب الطفل الكفيف فهو قادر على التدريس وفي الوقت نفسه متفرغ، فوافق الرجل، ووافق الطفل وانتقل إلى الحمراء، وكان يدرس الأولاد إلى جانب مدرس آخر اسمه ( ضيف الله )، وأستمر في التدريس عاماً كاملاً بعدها انتقل إلى البيضاء، وصادف أن دخل في فترة الاختبارات، وكان يشرف على هذه الاختبارات عامل البيضاء المرحوم / عبدالله بن إسحاق، ودخل الشاعر ضمن حلقة الاختبار صدفة وكان يحفظ عشرة أجزاء من القرآن الكريم حينها، وبدأ الاختبار وحينما وصل الدور عليه طلبوا منه القراءة، وقرأ فأعجبوا بقراءته، فقال له العامل هل تدرس هنا؟ قال الشاعر : لا أنا جئت من الحمراء، فقال له ما رأيك تلتحق ضمن طلاب المكتب تتعلم هنا؟ فوافق الشاعر، وكانت المدارس تسمى كتاتيب حينها، والتحق الشاعر بالكتّاب سنة 1356هـ، فأكمل حفظ القرآن الكريم وتجويده على يد الأستاذ الحاج/حمود الكستبان - رحمه الله - وأصبح الشاعر مساعداً للأستاذ في تدريس القرآن الكريم، وخلال الفترة من 1356 - 1358هـ، كان الشاعر يتردد على حلقات العلم في مسجد القاضي الشيخ / محمد حسين الهيثمي - رحمه الله - وكان الشاعر وبعض أصدقائه يجتمعون في مسجد عمر، ومنهم السيد المرحوم / محمد الهدار والسيد المرحوم / محسن الهدار، وحفظ معظم المتون الفقيه واللغوية، وحفظ كثيراً من الشعر في مختلف العصور، وكانوا ينظمون مسابقات دينية ولغوية وأدبية فكان الشاعر مبرزا في كل المسابقات، وحدث أن طلب الشاعر من أستاذه السماح له بكتابة شرح للأجرومية فسخر منه الأستاذ وقال له : ( احترم نفسك، من كان شيخه كتابه كان خطأه أكثر من صوابه ) فحز ذلك في نفس الشاعر، وأضمر أن يدعو للتغيير، وأخذ القاضي يوصيه بحفظ كل المتون، فحفظ الشاعر متوناً كثيرة .
بدأ الشاعر العمل مدرساً في وزارة المعارف، سنة 8531م ، وبهذه البداية بدأ يختلط بكبار القوم من حكام وسلاطين ومشايخ ومواطنين عاديين، واطلع عن قرب على ممارساتهم وكان شديد الرفض للظلم ميالاً لمناصرة الضعفاء والمظلومين، وكان لديه وعي كبير بأهمية العلم في بناء الإنسان، وإبعاده عن العبودية لغير الله، فكان يركز على هدفين أساسيين في تدريسه هما: إزاحة الجهل وتبصير الناس بحقوقهم الإنسانية، مما أقلق الحكام والمنتفعين من الوضع المظلم، وحينما بدأ تأثيره يظهر على عقول الناس تلامذته وأصدقائه - بدأت مضايقته من قبل الحكام بسجنه وتعذيبه وقطع مرتبه وأخذ العهود عليه أن يكف عن التدخل في السياسة، ولكنه كان أكثر إصراراً علي مقاومة الظلم، وكشف مساوئ الحكم والتخلف، فكوَّن مع مجموعة من أصدقائه خلية سرية للمقاومة ، وكانوا يوزعون المنشورات ضد الحكام ومن يناصرهم ، ووصل صيته الى الإمام بأنه يراسل الصحف وجهات أجنبية فأمر بحبسه، واستعطفه الشاعر بقصائد عدة في كل مرة يسجن فيها لإطلاقه فكانت توقع أثراً في نفس الإمام، ويطلق السجين، وقام الشاعر بعد الثورة بإحراق كل القصائد التي قالها في الإمام وأعوانه لأنه اعتبرها وثنيات قالها بدون اقتناع، وبدافع الخوف .
قام الشاعر بفتح أول مدرسة لتعليم البنات في مدينة البيضاء عام 3591م، وبدأ ينظم الشعر وهو في سن الخامسة عشر من العمر بكتابة بعض الأبيات تعليقاً على المتون التي كان يحفظها، وبدأ يكتب الشعر الإخواني والعاطفي والاجتماعي ولمع اسمه في  المدينة أستاذاً وشاعراً وبدأ يتناول في شعره ومقالاته ومنشوراته حب الوطن ومساوئ الحكم ويحث على العمل ضد الظم والخرافة، وضد من يعمل لتفريق الجهود الخيِّرة، ويدعو إلى التغيير، وكان ينشر ذلك إما عبر الصحف الموجودة في عدن مثل (صحيفة الفضول ) في تلك الفترة أو عبر منشورات توزع على أبواب المساجد والأماكن العامة، ففتح على نفسه بذلك عدة جبهات مع المتسلطين في المنطقة، فقد استاء منه حاكم الإمام والسلاطين والمشايخ، والمنتفعون من بقاء الوضع كما هو في تلك الفترة، فلاقى كل أشكال الظلم وصمد إلى أن قامت الثورة اليمنية 62 سبتمبر فأعلن عن نفسه ضمن نشر الأناشيد التي كان ينظمها مساندة للثورة خاصة بعد تعيينه مديرا لمكتب الإعلام بعد الثورة، وكان يحشد  جموع القبائل والشباب من خلال تسجيل الأناشيد بأصوات فنانين محبوبين من المنطقة ومن خارجها أمثال حمود زيد عيسى وسالم سعيد اليافعي وسالم علي امواس وسعيد الشعوي وغيرهم، وكان يذيعها عبر مكبر الصوت من المكتب ومن خلال التجول بها في الشوارع والقرى والنواحي، وتأثرت الجماهير بهذه الأناشيد، حيث الهبت حماسهم، وزرعت في نفوسهم التأييد  المطلق للثورة فساندوا الثورة، بقوة ورفضوا مساندة دعاة التخلف والعودة للوراء، بل شكلوا خلايا للمقاومة الشعبية للتصدي لكل من يعادي الثورتين سبتمبر وأكتوبر، ولكن أعداء الوطن ظلوا يحيكون المؤتمرات للشاعر لإسكات صوته بتلفيق التهم كلما سنحت لهم الفرصة، فتأذى الشاعر كثيراً من مؤامراتهم وتعرض للسجن أكثر من مرة قبل الثورة وبعد الثورة، ولم يقتصروا على ذلك بل حاولوا اغتياله وهو عائد من مكتبه ليلاً، وأصيب لكن الله نجاه، وواصل الشاعر مسيرة الكفاح يدعو إلى الحفاظ على الثورتين ( سبتمبر وأكتوبر ) والدفاع عنهما، وحماية الحرية وتحقيق الوحدة اليمنية، والشاعر له مواقف وذكريات مع كثير من الأحرار ومنهم الشهيد الزبيري، وعبدالسلام صبرة، والشيخ البيحاني, والنعمان، ويعرفه معظم المناضلين المعاصرين للشاعر الذين كانوا على الساحة قبل الثورة وبعد الثورة .
للشاعر ديوانا شعر، ديوان مطبوع بعنوان ( من وحي الثورة)، وديوان تحت الطبع ضمن منشورات وزارة الثقافة بعنوان
 ( السبعينات - أحلامي بين الوطن والثورة والوحدة ) المجموعة الكاملة للشاعر بتقديم ابنته د . سعاد .

الجمعة، 21 سبتمبر 2012

مواطنون دونما وطن



ربع قرن مضى على قصيدة سياسية استثنائية كادت تقتل شاعرها فقد ألقى نزار قباني كما يعرف مؤرخو الادب الحديث قصيدة "مواطنون دونما وطن " لأول مرة في مهرجان المربد الخامس عام 1985 ويومها كلحت وجوه رجال وزارة الاعلام العراقية ولولا الحصانة الأدبية لقامة شعرية بحجم نزار لأوسعوه ضربا وانزلوه عنوة عن المسرح هذا ان لم يعدموه امام الجمهور فما كانت أمثال هذه التصرفات غريبة في العراق لا آنذاك ولا اليوم ورغم تلك القامة جاء من ينصح الشاعر الكبير بمغادرة العراق فورا قبل ان يصل الامر الى من بيده الامر فيطير عنقه ومعه اعناق من وجهوا له الدعوة ولم يدققوا في ما سيقرأه امام الجمه وكان الذي نصح نزار بالمغادرة - أن لم نقل أمره بالمغادرة - كما يقول العارفون هو طارق عزيز وليس لطيف نصيف الجاسم الذي كان نزار يكن له احتقارا عميقا ويتحاشى الجلوس اليه حتى بعد ان اصبح وزيرا مقربا من اذن الرئيس العراقي السابق .

وطبعا كان الذي قدم النصيحة او الامر - سيان - يدرك الطابع التعميمي الذي اختاره نزار قباني الذي لم يقل كما قال مظفر النواب - لا استثني منكم احدا - لكن عدم الاستثناء وشمولية القصيدة كانا واضحين لمحدودي الفهم وليسا بحاجة الى ذكاء عريض

وقد احدثت القصيدة يومها ضجة كبيرة داخل الأوساط الأدبية لجرأتها في حينها وتم التعتيم والتشويش عليها و منعت من الصدور في الصحف وقنوات الإعلام وصودر الشريط الذي سجلت عليه في مكتب الوزير كي لا يتسرب :
منقول
مواطنون دونما وطن
نزار قبـاني 

--------------------------------------------------

مطاردون كالعصافير على خرائط الزمن
مسافرون دون أوراق ..وموتى دونما كفن
نحن بغايا العصر
كل حاكم يبيعنا ويقبض الثمن
نحن جوارى القصر
يرسلوننا من حجرة لحجرة
من قبضة لقبضة
من مالك لمالك
ومن وثن إلى وثن
نركض كالكلاب كل ليلة
من عدن لطنجة
ومن طنجة الى عدن
نبحث عن قبيلة تقبلنا
نبحث عن ستارة تسترنا
وعن سكن.......
وحولنا أولادنا
احدودبت ظهورهم وشاخوا
وهم يفتشون في المعاجم القديمة
عن جنة نظيرة
عن كذبة كبيرة ... كبيرة
تدعى الوطن
*************************
مواطنون نحن فى مدائن البكاء
قهوتنا مصنوعة من دم كربلاء
حنطتنا معجونة بلحم كربلاء
طعامنا ..شرابنا
عاداتنا ..راياتنا
زهورنا ..قبورنا
جلودنا مختومة بختم كربلاء
لا أحد يعرفنا فى هذه الصحراء
لا نخلة.. ولا ناقة
لا وتد ..ولا حجر
لا هند ..لا عفراء
أوراقنا مريبة
أفكارنا غريبة
أسماؤنا لا تشبه الأسماء
فلا الذين يشربون النفط يعرفوننا
ولا الذين يشربون الدمع والشقاء
*************************
معتقلون داخل النص الذى يكتبه حكامنا
معتقلون داخل الدين كما فسره إمامنا
معتقلون داخل الحزن ..وأحلى ما بنا أحزاننا
مراقبون نحن فى المقهى ..وفى البيت
وفى أرحام أمهاتنا   !!
حيث تلفتنا وجدنا المخبر السرى فى انتظارنا
يشرب من قهوتنا
ينام فى فراشنا
يعبث فى بريدنا
ينكش فى أوراقنا
يدخل فى أنوفنا
يخرج من سعالنا
لساننا ..مقطوع
ورأسنا ..مقطوع
وخبزنا مبلل بالخوف والدموع
إذا تظلمنا إلى حامى الحمى
قيل لنا : ممنـــوع
وإذا تضرعنا إلى رب السماء
قيل لنا : ممنوع
وإن هتفنا .. يا رسول الله كن فى عوننا
يعطوننا تأشيرة من غير ما رجوع
وإن طلبنا قلماً لنكتب القصيدة الأخيرة
أو نكتب الوصية الأخيرة
قبيل أن نموت شنقاً
غيروا الموضوع
*************************
يا وطنى المصلوب فوق حائط الكراهية
يا كرة النار التى تسير نحو الهاوية
لا أحد من مضر .. أو من بنى ثقيف
أعطى لهذا الوطن الغارق بالنزيف
زجاجة من دمه
أو بوله الشريف
لا أحد على امتداد هذه العباءة المرقعة
أهداك يوماً معطفاً أو قبعة
*************************
يا وطنى المكسور مثل عشبة الخريف
مقتلعون نحن كالأشجار من مكاننا
مهجرون من أمانينا وذكرياتنا
عيوننا تخاف من أصواتنا
حكامنا آلهة يجرى الدم الأزرق فى عروقهم
ونحن نسل الجارية
لا سادة الحجاز يعرفوننا .. ولا رعاع البادية
ولا أبو الطيب يستضيفنا .. ولا أبو العتاهية
إذا مضى طاغية
سلمنا لطاغية
*************************
مهاجرون نحن من مرافئ التعب
لا أحد يريدنا
من بحر بيروت إلى بحر العرب
لا الفاطميون ... ولا القرامطة
ولا المماليك … ولا البرامكة
ولا الشياطين ... ولا الملائكة
لا أحد يريدنا
لا أحد يقرؤنا
فى مدن الملح التى تذبح فى العام ملايين الكتب
لا أحد يقرؤنا
فى مدن صارت بها مباحث الدولة عرّاب الأدب
*************************
مسافرون نحن فى سفينة الأحزان
قائدنا مرتزق
وشيخنا قرصان
مكومون داخل الأقفاص كالجرذان
لا مرفأ يقبلنا
لا حانة تقبلنا
كل الجوازات التى نحملها
أصدرها الشيطان
كل الكتابات التى نكتبها
لا تعجب السلطان
*************************
مسافرون خارج الزمان والمكان
مسافرون ضيعوا نقودهم .. وضيعوا متاعهم !!
ضيعوا أبناءهم .. وضيعوا أسماءهم .. وضيعوا إنتماءهم
وضيعوا الإحساس بالأمان
فلا بنو هاشم يعرفوننا .. ولا بنو قحطان
ولا بنو ربيعة .. ولا بنو شيبان
ولا بنو ' لينين ' يعرفوننا .. ولا بنو ' ريجان  '
يا وطني .. كل العصافير لها منازل
إلا العصافير التى تحترف الحرية
فهى تموت خارج الأوطان 
........

الأحد، 16 سبتمبر 2012

قانون التدوير الوظيفي

قانون التدوير الوظيفي

رئيس مجلس الوزراء.بعد الاطلاع على دستور الجمهورية اليمنية .وعلى القانون رقم (31) لسنة 2009 بشأن التدوير الوظيفي .وعلى القانون رقم (19) لسنة 1991م بشأن الخدمة المدنية ولائحته التنفيذية.وعلى القانون رقم (43) لسنة 2005م بشأن نظام الوظائف والأجور والمرتبات ولائحته التنفيذية .وعلى القانون رقم (4) لسنة 2000م بشأن السلطة المحلية وتعديلاته ولائحته التنفيذيةوعلى القانون رقم (67) لسنة 1991م بشأن الخدمة في القوات المسلحة .وعلى القانون رقم(15)لسنة 2000م بشأن هيئة الشرطة .وعلى القانون رقم (35) 1991م بشأن الهيئات والمؤسسات والشركات العامة.وعلى القرار الجمهوري رقم (184) لسنة 2011م بشأن تشكيل حكومة الوفاق الوطني وتسمية أعضائها.وبناءً على عرض وزير الخدمة المدنية والتأمينات .وبعد موافقة مجلس الوزراء. // قـــــــــرر // الباب الأولالتسمية و التعاريف والأهداف ونطاق السريانالـفـصـل الأولالتسمية و التعاريفمادة(1) تسمى هذه اللائحة بـ(اللائحة التنفيذية لقانون التدوير الوظيفي رقم (31) لسنة 2009م).مادة(2) لاغراض تطبيق هذه اللائحة يكون للكلمات والعبارات التالية حيثما وردت في فيها المعاني الموضحه قرين كل منها ما لم يرد في سياق النص خلاف ذلك :الـــــــــــــــــوزارة : وزارة الخدمة المدنية والتأمينات.الوزيــــــــــــــــــر : وزير الخدمة المدنية والتأمينات.القانــــــــــــون : قانون التدوير الوظيفي رقم (31) لسنة 2009م.اللائــــــــــحـــــــــــة : اللائحة التنفيذية لقانون التدوير الوظيفي .وحدات الخدمة العامة : كافة وحدات الخدمة العامة المدرجة في الموازنة العامة للدولة وموازنة الوحدات الاقتصادية وموازنة الوحدات المستقلة والملحقة وموازنات الصناديق الخاصة بما في ذلك الوظائف في القوات المسلحة والأمن والجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة واللجنة العليا للانتخابات واللجنة العليا للمناقصات وهيئة الرقابة على المناقصات والهيئة الوطنية العليا لمكافحة الفساد.الوحدة المركزية : الديوان العام / المركز الرئيسي لوحدة الخدمة العامة .وحدة السلطة المحلية : أمانة العاصمة / المحافظات / المديريات / وتعتبر في حكم المديرية المدن المتخذة عواصم للمحافظات .الهيكل العام : الهيكل الموحد للوظائف والمرتبات والأجور لكافة وحدات الخدمة العامة.التكوين التنظيمي : الــقــطــاع / الإدارة العامه / الإدارة / الــقــسم / الـشعبة / الوحدة .. وغيرها من التكوينات التنظيمية التي تقع في إطار الهيكل التنظيمي لوحده الخدمة العامة.التدوير الوظيفي : النقل المنظم للموظف من وظيفة إلى أخرى في إطار وحده / وحدات الخدمة العامة وفقاً لأحكام القانون وهذه اللائحة.الوظائف النمطية : الوظائف ذات المهام والمسئوليات الواحدة في مختلف وحدات الخدمة العامة. الـفـصـل الثانيالأهداف والإدارة ونطاق السريـانمادة(3) تهدف هذه اللائحة إلى توضيح الخطوات الاجرائية والتنفيذية للتدوير الوظيفي بما يحقق الآتي :1- تطوير الأداء وتعزيز قدرات القيادات الإدارية للموظفين بوحدات الخدمة العامة .2- تعزيز الاعتماد على مبدأ التنافس تشجيعاً للكفاءات الإدارية الناجحة .3- تعزيز عملية الإصلاح الإداري ومكافحة الفساد.4- مساعدة الموظف ووحدة الخدمة العامة للخروج من دائرة الركود ومقاومة التغيير الناجمه عن الاعتقاد بأن الوظيفه ملك للموظف .5- تغيير مواقع الموظفين ووظائفهم استجابة لمتطلبات العمل بناءً على نتائج تقييم الأداء.6- تمكين وحدات الخدمة العامة من القيام بالتأهيل والتدريب المستمر للموظف .7- تمكين الموظفين من إكتساب معارف ومهارات لمواقع وظيفية جديدة .8- إطلاق قدرات الموظفين الإبداعية وتطبيق المهارات التي اكتسبوها نتيجة تنقلاتهم من وظيفة إلى أخرى .9- الإسهام في تطبيق منظومة القوانين المعززة للشفافية.10- تهيئة وحدات الخدمة العامة للتكيف مع المستجدات والمتغيرات في مجال العمل ومساعدتها على التجدد الذاتي وتحقيق مبدأ الحكم الرشيد.11- تحديث وتطوير الثقافة التنظيمية في وحدات الخدمة العامة لترسيخ مبادئ احترام الوظيفة العامة وتحقيق مبدأ تكافؤ الفرص.12- تجسيد مبدأ العدالة والإدارة النزيهة كمطلب حتمي لتعزيز جهود التنمية المستدامة.مادة(4) لأغراض تنفيذ القانون وهذه اللائحة تتولى الوزارة ووحدات الخدمة العامة ووحدات السلطة المحلية تنفيذ المهام التالية :-أ‌) تتولى الوزارة تنفيذ المهام التالية :-1- الإشراف والمتابعة على وحدات الخدمة العامة ووحدات السلطة المحلية بما يكفل تطبيق القانون وهذه اللائحة .2- إنشاء قاعدة بيانات شاغلي الوظائف المستهدفة بالقانون وهذه اللائحة وتحديثها أولاً بأول على المستوى المركزي والمحلي ونشر تلك البيانات وكل ما يصدر من الوزارة من تقارير عن مستوى التنفيذ.3- تقديم الدعم الفني والإستشاري لوحدات الخدمة العامة ووحدات السلطة المحلية وبما يكفل التطبيق السليم للقانون وهذه اللائحة .4- إعداد النماذج والتعليمات التنفيذية للتدوير وتعميمها على كافة وحدات الخدمة العامة.5- إعداد تقرير فصلي عن مستوى تنفيذ القانون وهذه اللائحة.ب‌) تتولى وحدات الخدمة العامة ووحدات السلطة المحلية تنفيذ المهام التالية:-1- تطبيق القانون وهذه اللائحة والنماذج والتعليمات الصادرة من الوزارة .2- تصنيف وظائفها بحسب طبيعتها ومتطلبات التدوير الوظيفي فيها في ضوء المعايير والتعليمات الصادرة من الوزارة.3- إنشاء قاعدة بيانات لتدوير موظفيها وموافاة الوزارة بمن إستوفوا مدة التدوير الوظيفي قبل ثلاثة أشهر من موعد التدوير لكل وظيفة.4- موافاة الوزارة بالبيانات والوثائق اللازمة لتطبيق القانون وهذه اللائحة.5- موافاة الوزارة بالتقارير التي تعيق تفيد القانون وهذه اللائحة.مادة(5) يـسري القانون وهذه اللائحة على مــوظفي وحدات الخدمة العامة بما في ذلك الموظفين الإداريين في السلطتين التشريعية والقضائية ومنتسبي القوات المسلحة والأمن وموظفي السلك الدبلوماسي والقنصلي وموظفي المؤسسات والشركات والمصانع والهيئات العامة والمختلطة وموظفي جميع الوحدات المدرجة في الموازنة العامة والموازنات الملحقة والمستقلة والمحددة بالمادة (6) من هذه اللائحة.مادة(6) تسري أحكام القانون وهذه اللائحة على جميع شاغلي الوظائف الاتية:‌أ- المعينون بقرارات جمهورية في وحدات الخدمة العامة المركزية وفي وحدات السلطة المحلية وهم:1- وكلاء الوزارات.2- رؤساء المصالح ونوابهم ورؤساء القطاعات والدوائر.3- رؤساء الهيئات العامة والمؤسسات والشركات والبنوك والمصانع ونوابهم ومساعديهم.4- وكلاء الهيئات العامة والمؤسسات والمصالح.5- وكلاء المحافظات وأمانة العاصمة.6- مدراء الصناديق الخاصة والمشروعات والمعاهد والكليات.7- قادة الالوية والفرق المختلفة في القوات المسلحة.‌ب- شاغلوا الوظائف المعينون بقرار من رئيس مجلس النواب أو من رئيس مجلس الوزراء أو من رئيس مجلس الشورى أو من رئيس مجلس القضاء الأعلى في وظائف الإدارة العليا ووحدات الخدمة العامة المركزية أو في وحدات السلطة المحلية.‌ج- المعينون بقرارات وزارية أو بقرارات من محافظي المحافظات أو من أمين العاصمة لشغل وظيفة مدير إدارة فما دون.‌د- شاغلوا الوظائف الإدارية في المرافق الصحية والتعليمية ووكلائهم.‌ه- شاغلوا الوظائف التخصصية والفنية والحرفية مع مراعاة نص المادة(7) من هذه اللائحة والتي تحدد الوظائف المستثناه من التدوير.‌و- شاغلوا الوظائف في الإدارات الأمنية والشرطية وهم :-1- مدراء الأمن في المحافظات والمديريات ورؤساء أقسام الشرطة.2- مدراء المرور – الأحوال المدنية – الهجرة والجوازات والجنسية -الدفاع المدني -السجون - خفر السواحل ، ..... وما في حكمها .3- مدراء الأمن القومي والأمن السياسي والبحث الجنائي وموظفيها.مادة(7) يستثنى من التدوير الوظيفي شاغلوا الوظائف الاتية :-‌أ- الوزراء.‌ب- شاغلوا الوظائف بالانتخاب.‌ج- الوظائف التخصصية والفنية والحرفية التي تتميز بـ:-1) الندرة : أن يتمتع شاغلي الوظيفة بتخصص ومؤهل نادر يصعب الحصول على موظف بنفس التخصص المطلوب لشغل الوظيفة.2) التميز: أن يكون الأخصائي أو الفني أو الحرفي قد اكتسب مهارة وتميز في أدائه في هذه الوظيفة ولا تتوفر هذه المهارات لدى موظف أخر لأنها لا تكتسب إلا بالممارسة والخبرة الطويلة.3) التفرد: انعدام الوظائف المشابهة في وحدات الخدمة العامة الأخرى أو في التقسيمات التنظيمية داخل وحدة الخدمة العامة ذاتها التي تتطلب عملية شغلها لتخصص الموظف المستثنى من التدوير الوظيفي.4) التكلفة العالية في التدريب و التأهيل: ارتفاع تكلفة التدريب والتأهيل لمن يشغل وظيفة معينة تجعل تدويره الوظيفي يمثل تكاليف باهظة على المجتمع.وتقوم الوزارة بتحديد الوظائف المستثناه بالتنسيق مع وحدات الخدمة العامة وفي ضوء المحددات المذكورة في الفقرة (ج) من هذه المادة . الباب الثانيأنواع التدوير الوظيفي ومدده وضوابطه واحكامهالـفـصـل الأولأنــــواع الــتــدويـــر الوظيفيمادة(8) يدور الموظفين وفقاً لأنواع التدوير الوظيفي الآتية :-اولاً : التدوير الوظيفي في إطار وحدات السلطة المركزية :أ‌- التدوير الوظيفي بين التكوينات التنظيمية في أطار وحدة الخدمة العامة أو فروعها وتشمل :1. وكلاء الوزارات و الوكلاء المساعدون.2. مدراء عموم الإدارات العامة .3. مدراء الإدارات و رؤساء الأقسام.4. شاغلوا الوظائف التخصصية والفنية والحرفية الذين لا ينطبق عليهم الاستثناء.ب‌- التدوير الوظيفي بين وحدات الخدمة العامة وتشمل شاغلوا الوظائف التالية:1- وكلاء الوزارات و الوكلاء المساعدون.2- وكلاء الهيئات العامة والمؤسسات والمصالح .3- مدراء عموم الإدارات العامة النمطية ومدراء الإدارات و رؤساء الأقسام (الشئون المالية – الموارد البشرية – الشئون القانونية – المراجعة الداخلية – التخطيط – المتابعة).4- روساء ومدراء عموم الهيئات والمصالح والمؤسسات والبنوك والشركات والمصانع والصناديق والمجالس والامانات العامة والجامعات والكليات والمعاهد والمراكز ما لم يكونوا قد شغلوا هذه المناصب بالانتخاب.ثانياً : التدوير الوظيفي في إطار السلطة المحلية :‌أ- التدوير الوظيفي بين المحافظات ويشمل شاغلوا الوظائف التالية:1. وكلاء المحافظات و الوكلاء المساعدون.2. مدراء عموم فروع الوزارات والمصالح والهيئات والمصانع والبنوك والمؤسسات والشركات في السلطة المحلية .3. شاغلوا وظائف الادارات الأمنية والشرطوية ومدراء عموم المديريات.4. مدراء أمن المحافظات - مدراء فروع المرور – السجل المدني – الهجرة والجوازات والجنسية – - الدفاع المدني – السجون – خفر السواحل - الأمن القومي – الأمن السياسي - البحث الجنائي.‌ب- التدوير الوظيفي في إطار المحافظة وتشمل :1. مدراء عموم المديريات .2. مدراء الإدارات و رؤساء الأقسام النمطية ومدراء المدارس والمعاهد والمراكز الصحية والكليات.3. مدراء أمن المديريات ورؤساء أقسام الشرطة ونوابهم.4. مدراء ادارات المرور – السجل المدني – البحث الجنائي – الأمن القومي – الأمن السياسي بالمديريات.‌ج- التدوير الوظيفي في إطار المديرية وتشمل شاغلوا الوظائف التالية:1. مدراء الإدارات و رؤساء الأقسام النمطية.2. مدراء المدارس والمعاهد ونوابهم ووكلائهم.3. مدراء المرافق الصحية المختلفة.4. مدراء المشاريع المختلفة. الفصل الثانيمدد التدوير الوظيفيمادة(9) تتحدد مدد التدوير الوظيفي على النحو التالي :-اولاً : المجموعة الأولى أربع سنوات وتشمل الفئات التالية:أ‌) المعينون بقرارات جمهورية في وحدات الخدمة العامة المركزية وفي وحدات السلطة المحلية و يشمل :1- الوكلاء و الوكلاء المساعدون في الوزارات.2- الوكلاء و الوكلاء المساعدون بالمحافظات وأمانة العاصمة.3- روساء الهيئات والمصالح والمؤسسات والشركات والمصانع والبنوك ونوابهم.4- رؤساء وأمناء عموم الصناديق واللجان والمجالس والمشروعات ونوابهم.5- رؤساء الجامعات والكليات والمعاهد والمراكز.ب‌) الموظفون المعينون في وظائف خارج النطاق الجغرافي للجمهورية ( أعضاء السلك الدبلوماسي والقنصلي ومندوبي اليمن في المنظمات الدولية والاقليمية).ثانياً : المجموعة الثانية ثلاث سنوات :وتشمل شاغلوا الوظائف التالية:‌أ- مدراء عموم الإدارات العامة في وحدات الخدمة العامة المركزية أو في وحدات السلطة المحلية.‌ب- مدراء عموم مكاتب الوزارات والهيئات والمصالح والمؤسسات والشركات والمصانع والبنوك.‌ج- مدراء الإدارات و رؤساء الأقسام.‌د- مدراء الأمن ورؤساء أقسام الشرطة ونوابهم ومن في مستوى مدير عام فما دون.‌ه- مدراء فروع الأمن القومي و الأمن السياسي و السجل المدني ومدراء فروع مصلحة الهجرة والجوازات والجنسية والمرور والبحث الجنائي ونوابهم.‌و- مدراء المدارس (الاساسية والثانوية) والكليات والمعاهد مستوى مدير عام فما دون.‌ز- مدراء المراكز الصحية والمستوصفات والمستشفيات ونوابهم.ثالثاً : المجموعة الثالثة سنتان : وتشمل شاغلوا الوظائف التالية:‌أ. مدراء الشئون المالية ورؤساء الأقسام.‌ب. مدراء إدارات الحسابات ورؤساء الأقسام.‌ج. مدراء إدارات المشتريات والمخازن ورؤساء الأقسام.‌د. شاغلوا وظائف التقدير الجمركي (المثمنين) للسلع المستوردة.‌ه. مقدروا الربط الضريبي ومحصلي الضرائب بمختلف انواعها.‌و. مدراء ادارات تحصيل الواجبات الزكوية .‌ز. أمناء الصناديق في جميع وحدات الخدمة العامة المركزية والمحلية.‌ح. شاغلوا الوظائف المختلفة المتعلقة بالجانب المالي (تحصيلاً و إنفاقاً) بما في ذلك الوظائف التخصصية.مادة(10) يكون مستوفياً للمدة الزمنية للتدوير الوظيفي كل موظف أمضى من تاريخ شغله للوظيفة الحالية المدة الزمنية المحددة في المادة (9) من هذه اللائحة عند البدء في تنفيذ القانون وهذه اللائحة.مادة(11) يدور الموظفون المستوفون لمدة التدوير الوظيفي في الوظائف التعليمية والصحية لشاغلي الوظائف (إدارية / إشرافية) إلى وظائف تخصصية لمدة تساوي المدة التي شغلوها في الوظائف الإدارية. الـفـصـل الثالثضـوابط التدوير الوظيفي و شــروطــهمادة(12) عند تنفيذ التدوير الوظيفي يجب الالتزام بالضوابط الآتية :-1. لا يدور أكثر من (50%) من شاغلي الوظائف في التكوين التنظيمي الواحد.2. لا يدور أكثر من (50%) من شاغلي الوظائف القيادية والاشرافية الواقعة في خط السلطة الواحدة ولا شاغلي وظيفتين متتاليتين في نفس خط السلطة.3. لا يدور شاغل الوظيفة الاساسيه ونائبه في وقت واحد.4. يراعى في جميع الحالات السابقة إذا تزامن تدوير شاغلي الوظائف المحددين في (1 ، 2 ، 3) من هذه المادة يؤجل من لم يتم تدويرهم للاسباب ذاتها مدة لا تقل عن ثلاثة أشهر ولا تزيد على ستة أشهر.5. لا يجوز تدوير الموظف إلى وظيفة إدارية عليا أو أشرافية سبق له شغلها.6. لا يدور شاغلوا الوظائف القيادية والاشرافية الذين يسيئون استغلال وظائفهم أو يتعسفون في استعمال سلطاتهم وفي كلا الحالتين ينقلوا من الوظيفة القيادية أو الاشرافية إلى وظيفة اخرى تتناسب مع مؤهلاتهم وخبراتهم مع الاحتفاظ لهم بحقوقهم المكتسبة طبقاً للقانون مع عدم الاخلال باحكام القوانين الجزائية النافذة.7. يتم تقييم الموظفين على أساس عناصر التقييم ( الانتاجية - الالتزام – القدرات – السلوك العام- الاستفادة من التدريب ).مادة(13) يشترط عند تنفيذ التدوير الوظيفي الاتي:-1) أن يكون الموظف مستوفياً لمدة التدوير الوظيفي المنصوص عليها في المادة (9) من هذه اللائحة.2) أن يكون مستوفياً للشروط المنصوص عليها في قانون الخدمة المدنية رقم (19) لسنة 1991م والقوانين النافذة الأخرى المنظمة للوظائف العامة وقرار رئيس مجلس الوزراء رقم (149) لسنة 2007م بشأن نظام التعيين في الوظيفة العامة.3) أن يكون مستوفياً لشرط التدرج لشغل الوظيفة المدور عليها وفي كلا الحالتين يتم تدوير الموظف إلى وظيفة تتناسب مع مؤهلاتة وخبراتة العملية مع الاحتفاظ له بحقه المكتسب طبقاً للقانون.4) أن لا يكون الموظف شاغلاً لوظيفة تنطبق عليها معايير الاستثناء المنصوص عليها في المادة (7)من هذه اللائحة.5) أن لا يكون الموظف سيبلغ أحد أجلي التقاعد في نفس عام التدوير الوظيفي.6) أن تكون الوظيفة التي تم تدوير الموظف اليها معتمده في اللائحة التنظيمية لوحدة الخدمة العامة . الـفـصـل الرابعالاحـكــام الـعـامـة والـخـتـامـيـةمادة(14) يجب أن يراعي عند إجراء التدوير الوظيفي أهمية التأهيل التخصصي للكوادر القيادية والادارية والفنية في المجالات المختلفة والاستفاده القصوى من المعارف والقدرات المكتسبة.مادة(15) لا تتعارض أحكام القانون وهذه اللائحة مع حالات الترفيع والنقل وإعادة التوزيع المحددة بقانون الخدمة المدنية رقم (19) لسنة 1991م ولائحته التنفيذية كما أنها لا تلغي أي حالة من حالات إنهاء الخدمة المحددة في القوانين النافذة.مادة(16) لا يجوز تدوير شاغلي وظائف الادارة العليا والوظائف الاشرافية الاخرى على وظيفة من ذات المستوى (إدارة عليا أو اشرافية) لاكثر من ثلاث دورات ما لم يتم ترقيته أوترفيعه أو ينقل إلى وظيفة اخصائية مع مراعاة شروط شغل الوظائف.مادة(17) يعطى الاولوية في الترقيه والترفيع للدرجة الاعلى لمن تم تدويرهم.مادة(18) لسلامة تنفيذ القانون وهذه اللائحة تقوم كل وحدة من وحدات الخدمة العامة ووحدات السلطة المحلية سنوياً بتقييم أداء موظفيها وفقاً للاحكام والقواعد المحددة في قانون الخدمة المدنية رقم(19) لسنة 1991م ولائحته التنفيذية وعلى أساس عناصر التقييم المحددة في النماذج والتعليمات الصادرة من الوزارة.مادة(19) على وحدات الخدمة العامة التي لا توجد لها لوائح تنظيمية أو تلك التي لا تلبي لوائحها الحالية احتياجها أن توافي الوزارة بمشروع لائحة تنظيمية لها لاتخاذ إجراءات اصدارها.مادة(20) يحق لكل موظف تضرر من تنفيذ التدوير الوظيفي أن يرفع تظلمه إلى رئيس وحدة الخدمة العامة أو وحدة السلطة المحلية التي يعمل بها وعلى رئيس وحدة الخدمة العامة ووحدة السلطة المحلية عرض الموضوع على اللجنة المختصة للبت فيه ولا يمنع قرار اللجنة أو يحول دون حق المتظلم في اللجوء إلى القضاء.مادة(21) مع مراعاة نص المادة(7) من هذه اللائحة لا يجوز بأي حال من الاحوال استثناء أي موظف من التدوير الوظيفي.مادة(22) تصدر القرارات في الوظائف في إطار كل مجموعة من قبل السلطات المختصة بالتعيين المنصوص عليها في قانون الخدمة المدنية رقم (19) لسنة 1991م والقوانين النافذة الأخرى.مادة(23) لا يعتبر إستيفاء شروط المدة الزمنية للتدوير الوظيفي وفقاً لأحكام القانون وهذه اللائحة شرطاً مقيداً لتغيير الموظف قبل إكتمال المدة الزمنية للتدوير .مادة(24) : أ) على رؤساء وحدات الخدمة العامة ورؤساء وحدات السلطة المحلية ورؤساء الوحدات الإدارية تنفيذ هذه اللائحة في المواعيد المحددة .ب) موافاة الوزارة بما يفيد التنفيذ قبل ثلاثة أشهر من موعد التدوير الوظيفي لكل وظيفة .ج) في حالة عدم إلتزام رؤساء وحدات الخدمة العامة ووحدات السلطة المحلية والوحدات الإدارية بالتنفيذ لما تضمنته الفقرتان (أ ، ب) من هذه المادة تقوم الوزارة بتنبيه مسئولي تلك الوحدات .د) إذا لم تبلغ الوزارة بما يفيد التنفيذ خلال أسبوعين تقوم الوزارة بإبلاغ مجلس الوزراء بذلك، ليتولى اتخاذ الإجراءات القانونية حيال ذلك.مادة(25) يُــعمل بهذه القرار من تاريخ صدوره وينشر في الجريدة الرسمية. صدر برئاسة مجلس الوزراءبتاريخ 14 / شوال/1433هـ الموافق 1 / سبتمبر /2012منبيـل عبـده شمــــسان                                                              محمد سالم باسندوهوزير الخدمة المدنية والتأمينات                                                 رئيس مجلس الوزراء 

السبت، 8 سبتمبر 2012


رسالة إلى الأخ وزير التربية والتعليم
الاخ وزير التربية والتعليم المحترم
اليكم كتاب (التعليم الفرصة للأنقاذ) للدكتور حسام بدراوي وقد قدم فيه دراسة كاملة  للنهوض بالتعليم في  جمهورية مصر العربية وهو كتاب قيم ويمكن تطبيق محتواه في بلادنا اليمن أو أي مكان آخر ، أشير إلى سعادتكم للإطلاع عليه فهو اسم على مسمى وفيه ما يغني عن إي دراسة حول الارتقاء بالتعليم ، أرجو ان تكون لكم بصمةٌ في تاريخ التربية والتعليم اليمني من خلال تطبيق هذه الدراسة .
وهذه مقدمة الكتاب
 Hossam Badraw  بقلم الدكتور /حسام بدراوى / i  

عندما بدأت في كتابة هذا الكتاب في بداية عام 2010، دارت في ذهني أموراً متعددة.. منها أن أي أفكار مهما كانت عظيمة فإنها تضيع من ذاكرة التاريخ إن لم يتم تنفيذها، بحيث تصبح فعلا في المجتمع، يؤثر ويتأثر به.. أو يتم توثيقها في كتاب، يعطيها الحياة لمدة أطول من الزمن.



فمازال الكتاب من وجهة نظري هو مدخل الثقافة والمعرفة الدائم، وإن اختلفت أشكال عرضه من الشكل التقليدي إلى ما تطرحه التكنولوجيا من وسائل عرض رقمية جديدة تطيل في عمره، وتزيد من أثره، وتوسع من انتشاره بل وتتيح التفاعل حول ما يعرضه من أفكار مع جمهور القراء.

إلا إنني اعترف أنه بمجرد اتخاذي قرار الكتابة، وجدت أنه قد يكون من الأفضل التوسع في عرض أفكاري لما هو أوسع من التعليم... فخبرتي المكتسبة سياسيا، وتراكم خبرتي الأكاديمية المرتبطة بالشباب في الجامعة، والخبرة المهنية كطبيب، وارتباطها بالناس والحياة، بالإضافة إلى عملي العام، جعلت التوجه نحو التوسع في الكتابة هدفا ينبع من تكرار تفاعل المجتمع الايجابي مع ما أقوله وأعرضه مباشرة، وأمام وسائل الإعلام في أحيان كثيرة، ليس فقط في مجال التعليم ولكن أيضا في نواحي الحياة السياسية كافة في مصر.

لقد كان موعد نشر هذا الكتاب محدداً له نهاية يناير 2011، فجاءت ثورة 25 يناير وجعلتنا نتأنى فى النشر لنستوعب الأحداث .. ولكنني، وبعد المراجعة، وجدت أنه قد يكون من الملائم نشر الكتاب، كما كتب في وقته، لعل محتواه وتجربتي الواضحة من خلاله تفيد الوطن في مرحلة جديدة من البناء. إنني أشعر بالأسف لاضطراري مؤقتا إلي أن أكتب عن التعليم في صيغته التقليدية في الوقت الذي يجب أن نفكر فيه بشكل أكثر حرية، ومداخل غير نمطية، ونشاط إبداعي وابتكاري يتجه إلى المستقبل. اننى أخشى أنه عندما يحين الوقت الذي نحقق فيه هذه الرؤى يكون العالم قد ترك هذا المسار واتجه إلى مستقبل جديد، بشكل جديد وأدوات جديدة؛ لذلك، فإن كتابي القادم سيركز على سياسات الابتكار والإبداع لأن التعليم هو فقط بداية الطريق وليس هدفه النهائي.

ولقد بدأت الكتاب بفصل عام عن النهضة والأمل في الإصلاح، وضعت فيه اثنتي عشر دعامة أراها لازمة لحدوث النهضة في مصر، يتخللها جميعها، ويكّون وجدانها، الثقافة والتعليم. ورأيت أن اتساع الفكرة وراء هذا الفصل، تكوِّن مقدمة للكتب الأخرى التي أنوى عرضها على الرأي العام، عن الحرية، وحقوق الإنسان، بعد هذا الكتاب عن التعليم. لذلك فإن هذا الفصل سيتم تكراره ونضوج أفكاره في بداية تلك الإصدارات عندما يأتي حينها.

وسيلحظ القارئ تأثري بالدكتور طه حسين، ورؤيته في إدارة وزارة المعارف عندما كان وزيرا لها، وبأفكاره عن التعليم في كتابة (مستقبل الثقافة في مصر)، وباستشهادي بمقولته الرائعة عن الجامعات كبناة حضارة، والتي تظل حتى الآن، حكيمة وحاكمة في رؤيتنا للتعليم العالي في مصر. يقول الدكتور طه حسين "إن الجامعة لا يتكون فيها العالم وحده، وإنما يتكون فيها الرجل المثقف المتحضر الذي لا يكفيه أن يكون مثقفا، بل يعنيه أن يكون مصدرا للثقافة، ولا يكفيه أن يكون متحضرا، بل يعنيه أن يكون منميا للحضارة، فإذا قصرت الجامعة في تحقيق خصلة من هاتين الخصلتين فليست خليقة أن تكون جامعة، وإنما هي مدرسة متواضعة من المدارس المتواضعة، وما أكثرها، وليست خليقة أن تكون مشرق النور للوطن الذي تقوم فيه، والإنسانية التي تعمل لها، وإنما هي مصنع من المصانع، يعد للإنسانية طائفة من رجال العمل، محدودة آمالهم محدودة قدرتهم على الخير والإصلاح".

ولعل من يقرأ التاريخ المصري يكتشف بدون جهد، أننا نناقش أحيانا نفس الموضوعات، وربما بنفس الطريقة، بشكل متكرر عبر السنين، وكأننا ندور في دائرة مغلقة من الجدل حول قضايا علينا أن نحسمها، وننتقل بأنفسنا وبها إلى مستوى آخر من التفكير والانجاز. فما زلنا نناقش وكأن الزمان قد توقف، مسألة استقلال الجامعات، ومحورية دور المدرس وعضو هيئة التدريس في تطوير التعليم. ومازلنا في نفس مربع تدني مستوى تدريس اللغات وارتباط الهوية باللغة العربية، ومازلنا نتجادل حول تطبيق أولوية التعليم في مجتمع ليس له من وجهة نظري، سوى طريق واحد للتقدم هو العلم والمعرفة، ليجعل مستقبله مضيئا بإمكانات شعب عظيم، وثّق التاريخ دوره، وعلى قادة اليوم حماية مستقبله.

وتناقش الفصول الثاني والثالث والرابع، دور الجامعات كبناة حضارة، وإصلاح التعليم العالي، والبعثات الخارجية كطريق للتنوير، ويناقش الفصل الخامس الحياة الطلابية في التعليم العالي والمدارس. ولقد طرحت في الفصل الثاني وعنوانه الجامعات بناة حضارة أم مقدمو خدمة تعليمية، فلسفة قيام هذه المؤسسات حتى لا تتحول من هدف قيامها، وهو بناء الإنسان المتحضر والمنمى للحضارة إلى مقدم خدمة تعليمية، كما قال الدكتور طه حسين عام 1939. إلا أن الفصل الثالث حدد بوضوح سبعة أطر لإصلاح التعليم العالي في مصر وربطه بالمعايير العالمية وهى:

إعادة صياغة مسئوليات الدولة تجاه نظام التعليم العالي جامعاته ومعاهده.
التوسع في نظام التعليم العالي لتلبية احتياجات الطلاب الجدد وفقاً لرؤية محددة ومعلنة تشمل التعليم الفني والتدريب المهني.
إعادة تنظيم جذرية للمؤسسات التعليمية بهدف تحسين الجودة، والوصول إلى المستويات العالمية التي نختارها.
تطوير نظام متعدد ومرن يتفق واحتياجات التنمية ويتصل وينفتح على الحركات الدولية المعنية بالتحسين وتحديث طرق التدريس والبحث (العالمية والمحلية).
إجراء تحرك ضخم ومتكامل كأساس لوضع البحث العلمي ونشاطاته كمكون حياتي في مؤسسات التعليم العالي.
تنمية العلاقة الديناميكية بين مؤسسات التعليم العالي وسوق العمل.
الالتزام بالنزاهة الأكاديمية والمؤسسية ، وتوضيح ذلك في بيان رسالة كل مؤسسة تعليمية بحيث ينبغي أن تعكس قيم الصدق والمساءلة والمسؤولية كقيم أساسية فضلاً عن احترام الأمانة العلمية والحرية وبالإضافة إلى مبادئ تحترم تكافؤ الفرص والتعددية.
يناقش الفصل الرابع البعثات الخارجية. وقد أوضحت فيه أن حجم الإنفاق على البعثات الخارجية لا يواكب طموحات الدولة والجامعات والمجتمع في خلق حركة تنوير، حيث أن التاريخ المصري الحديث يؤكد أن النهضة والتنوير في العهود المختلفة كانت تتوافق بشكل أو بآخر بالانفتاح على العالم وإرسال المبعوثين للتعليم والحصول على المعرفة والتبادل الثقافي.

ولقد أوضحنا في هذا الفصل رؤيتنا في وجوب أن يبعث سنويا ما لا يقل عن ثلاثة آلاف باحث ودارس إلى جامعات الدول المتقدمة لمدة عشرين عاما متتالية، حتى يتكون داخل المجتمع المصري ما يقرب من ستين ألف باحث وعالم في العقدين القادمين.

أما فيما يخص الحياة الطلابية في الفصل الخامس، فقد أنهيت هذا الفصل بالإشارة إلى أن الطلاب هم هدف التعليم، وأن تحديات التطبيق للسياسات التي تتيح لهم بناء الشخصية والمشاركة الفعالة في الحياة هى تحديات يسيرة. إنني لا أستطيع أن أغفر لأي مسئول التخاذل في تطبيق هذه السياسات، التي لا تُحّمل الموازنة العامة للدولة الكثير، وهى الحجة الدائمة لعدم التطبيق، وان تطبيق السياسات المطروحة للحياة الطلابية يحتاج فقط إلى إرادة سياسية وفهم لنفسية الشباب، وأمل واحترام وإيمان بهم.

وخُصص الفصل السادس للحديث حول الجامعات الخاصة على أساس أنها تحظى بكثير من المناقشات والانتقادات فوجدت أنه من اللازم إتاحة المعلومات حولها، وحول الدور الذي يمكن أن تقوم به في تطوير التعليم العالي ورفعته.

إننا يجب أن ننظر إلى الجامعات والمعاهد الخاصة بمفهوم علمي حيث إن تعدد واختلاف الملكية، لا يجب أن يؤثر على معايير الحكم والتقييم للمؤسسة. في كل الأحوال يجب أن تتمتع الجامعات بغض النظر عن الملكية بالاستقلال الأكاديمي، وأن تُقّيم تقيماً محايدا من هيئة ضمان الجودة والاعتماد، وأكرر إننا يجب أن ندافع عن حق الاستقلال الأكاديمي عن السلطة السياسية، أو السلطة الاقتصادية التجارية.. وهو المفهوم الذي لا يجعلنا ننظر للجامعات من مدخل الملكية، ولكن من مدخل جودة الأداء، ومدى قدرة الخريج على التكيف مع أسواق العمل، والاستمرار في التعلم.

ويناقش الفصل السابع الإطار الوطني للمؤهلات في مصر وهو إطار يحدد مستوى لكل مؤهل من المؤهلات الوطنية تبعا لمجموعة من المؤشرات المرجعية التي توضح مكونات التعلم الذي يشكله المؤهل، ويستخدم كأداة للمقارنة بين مخرجات التعلم الذي توصف عادة من خلال محتوى المعرفة والمهارة والجدارة التي يكتسبها حامل المؤهل. وتتجلى فائدة هذا الإطار فى تنظيم سوق العمل والتوفيق بين العرض والطلب، وحراك العمالة محليا ودوليا، وهو ما ينظر إليه كوسيلة لإتاحة التعلم لجميع الأفراد مدى الحياة.

ويرتبط بهذا الفصل تلك الدراسة التي قمت بها حول الأطر المشابهة في دول أوروبا ووضعتها ضمن ملاحق الكتاب، حيث أنها تحمل كثيرا من الأمور الفنية، وخشيت أن أثقل على القارئ العادي بها، ولكنى وضعتها ليستفيد منها من يشاء من الباحثين أو المسئولين في الحكومة الذين يعنيهم هذا الأمر. كما يتكامل ذلك مع ما أطرحه في الفصل الذي يليه عن التعليم الفني والتدريب المهني، في إطار منهجي واضح المعالم يضع سياسات لهذا النوع من التعليم الذي يستوعب ثلثي الشباب في سن أربعة عشر عاما، ويبني العمالة الماهرة التي يعتمد عليها الاستثمار المحلي والعالمي.

إن الفصل الثامن يناقش أيضا الفرصة المتاحة، لبرنامج تطوير التعليم الفني في مصر، والذي يموله الاتحاد الأوروبي والحكومة المصرية خوفا من انتقاله بعد انتهاء المشروع العظيم إلى فرصة ضائعة أخرى، إذا لم يتم تحويله إلى مؤسسات عاملة بنفس المنهج الذي ثبت نجاحه في أوروبا.

أما الفصل التاسع والذي خصصته للمعلم أساس التطوير، فهو يحمل هما كبيرا نظرا لما بذل من جهد عبر عشرات السنين لرفع مستوى المعلم، ورفع قيمته، إلا انه جهد لم يحقق الهدف كما يعرف الجميع. لقد وضعنا أساس إنشاء أكاديمية المعلم، وإطار تطوير كليات التربية والتي تسمى في العالم كليات التعليم School of Education، إلا أنها تواجه مثلها مثل باقي الكليات تحديات عديدة.. فعلى الرغم مما قدمه المشروع القومي لتطوير كليات التربية(1) من تجهيزات وإمكانات، واقتراح مقررات أكاديمية وتربوية موصفة وهادفة لإعداد المعلم ، ونمذجة مقترحة للبنية التحتية من حيث الأقسام والشعب، وبرامج لتنمية القدرات المهنية لأعضاء هيئات التدريس، وتمويل بعض المشروعات ذات الصلة، فإنه ما زالت هناك تحديات تواجه كليات التربية على نحو خاص، لعل أبرزها: عدم التنسيق بين أساتذة المواد التخصصية والمواد التربوية في ضوء وحدة هدف إعداد المعلم الكفء القادر على تحقيق المعايير القومية للتعليم، وضعف التواصل بين الطلاب والأساتذة، وعدم الالتزام بالساعات المكتبية وغياب الإرشاد الأكاديمي، وهو ما يعانى منه التعليم العالي عموماً.

إن أي أمة عظيمة كمصر لا يمكنها أن تواجه تطوير التعليم بدون المعلم الكفء القادر، المنمي، المتفتح، المثقف، الذي يغرس قيم الحداثة والمعرفة ويبنى الشخصية ويؤكد الهوية المصرية.. فالدعوة هنا للأخذ بالمسئولية ومواجهة التحدي لا الهروب منه.

ويأتي الفصل العاشر بعنوانه "الفرص الضائعة"، والذي ترددت في وضعه بين الفصول، ثم وجدت أنه قد يكون أهم الفصول في تعريف المجتمع فرصَه الضائعة، فإذا كانت هذه سياسات الدولة التي وافقت عليها بإصرار مني، فلماذا لا يتم التنفيذ؟! ولماذا لايرى المجتمع أثرا لهذه السياسات؟ وأجد نفسي مدافعا عن عمل مؤسسي محترم قمت به مع زملاء وخبراء، وبحوث، واستطلاع للآراء ولجان استماع واجتماعات.. لكني فى نفس الوقت لا أستطيع سوى نقد الوضع الراهن والاعتراف بأن ما نعيشه ونراه من حالة التعليم لا يرتقي لمستوى آمالنا وأحلامنا، ولا يتناسب مع تاريخنا، ولايستطيع بناء مستقبلنا، إن استمر السير بهذا البطء، وإذا لم تترجم الأولويات إلى إجراءات تقوم بها الحكومة، وتحفز المجتمع إلى المشاركة فيها.

(1) المشروع القومي لتطوير كليات التربية، هو أحد المشروعات الست المندرجة تحت مظلة مشروع تطوير التعليم العالي الممول بقرض من البنك الدولي.

إن الرؤية فقط لا تصنع حضارة، فلابد من إجراءات تتم لتحويلها إلى واقع، وهى مهمة القيادة التي تلهم الناس وتحدد الطريق، وتسير عليه، وصولا إلى النتائج. لذلك قررت أن أكتب هذا الفصل، الفرص الضائعة، وهو فصلٌ يكمله الفصل الخاص بتحديات التطبيق.

إن الفرص الضائعة قد تعطى فكرة مبسطة في كيف أننا لم نطرح فقط الأفكار والسياسات، بل وضعنا إجراءات تطبيقية لها، نوقشت ووُفِق عليها من الحكومة في ذلك الوقت. إلا أنه بتغيير الحكومات تغيرت الأولويات وضاعت في الطريق فرص كانت لو طبقت في وقتها لانتقلت بنا خطوات إلى الأمام، ولو أن ما طبق منها قد طبق بلا تحريف، لزاد أثرها وتمكنت نتائجها من التأثير على المجتمع. كما أن القدرة التنافسية للمؤسسة أو الفرد تعلو، وتتحقق فقط إذا أنجزنا ما نقوله، في أسرع وقت، بأعلى كفاءة، بأقل تكلفة، وفى الوقت المناسب، وهى أربعة أمور تحدد بوضوح معيار الفرص الضائعة الذي أردت أن أظهره في هذا الفصل.

إن ما يدهشني، وما زال كذلك، هو أن هناك ما يشابه ما رصدته من بعض الفرص الضائعة في التعليم في كافة المجالات التنموية الأخرى.. وفى كل مرحلة، نظهر وكأننا نبدأ من جديد، بنفس الأسئلة، بلا ذاكرة مؤسسية للحكومة التنفيذية.. وعندي على ذلك براهين متعددة. وسيجد القارئ في نهاية هذا الفصل تسعة مشروعات تمت الموافقة عليها لتطبيق سياسات التعليم عام 2002، منها ما سقط تماما في الطريق مثل مشروع القضاء على الأمية، ومنها ما تأخر البدء فيه سنوات، أي ليس في الوقت المناسب، ومنها ما تغيرت أهدافه في الطريق.

إن مراقبتي لتحول الفكرة إلى فعل، وتحويل الإرادة إلى عمل، جعلني أطرح في فصل كامل من هذا الكتاب هو الفصل الحادي عشر، وجهة نظري في التحديات التي تقابل تنفيذ السياسات المطروحة لتطوير التعليم، وأسميته تحديات التطبيق. إنني أعلم أن طرح الرؤية ووضع السياسة يقابله عند التنفيذ العديد من المعوقات، ولكنى مؤمن أيضا أن الإرادة، والإيمان، والمثابرة والتفكير غير النمطي ودراسة تجارب الآخرين ستتيح لنا حلولا.. ومؤمن أيضا بمقولة أينشتين "أننا لا نستطيع أن نغير واقعا لا نرضاه بنفس المنهج، الذي استخدمناه في خلق هذا الواقع في البداية". فلابد من المبادرة والمخاطرة أحيانا، وإلا فإن حتى بقاء الأمر كما هو عليه، يصبح أملا صعب التحقيق.

ولقد عددت الكثير من التحديات أخذت منها أربعة تحديات كأمثلة، أولها تحدي عدم ملائمة التمويل لسياسات التطوير، وهو الركيزة الأولى التي تعبر عن الإرادة السياسية. وثانيها تحدى تنمية مهنة التدريس باعتبار أن المدرس هو محور التطوير. وثالثها تحدى اعتبار المدرسة وحدة التطوير الأولى كما أظهرت تجارب العالم، ورابعها تحدى الانتقال إلى نمط لا مركزي في إدارة العملية التعليمية، وهو ما سيعبر بفكرة تطوير التعليم إلى مساحة أوسع من الديمقراطية والمشاركة المجتمعية، ووضعت حلولا أرى أنها ممكنة التنفيذ، وواجبة الطرح السياسي، بالرغم من المخاطر المحيطة بها نسبة إلى حالة المجتمع المصري، الذي يرغب في التغيير، ويدافع بشراسة عن بقاء الأمر كما هو عليه في نفس الوقت، إلا أنني أطرحها وأدافع عنها لأنني أرى أن منحنى حالة التعليم الحالي سيؤدى بنا إلى كارثة إنسانية في مصر، إن لم نقوم بثورة تصحيحية تعطى الأمل في تنمية الإنسان المصري.

وحيث أن كثيرين يهاجمون تعدد نظم التعليم في مصر، بعمومية في الحديث حول ضياع الهوية وانهيار اللغة العربية، فلقد رأيت أن أفرد فصلا كاملا عن تكامل نظم التعليم المختلفة في الفصل الثاني عشر، لاقتناعي بأن التخوف المشروع من ضياع الهوية بتعدد نظم التعليم لا يجب مواجهته بمحاربة النظم المختلفة، أو إغلاق المنافذ أمام التعددية، ولكن بالتأكيد على احتواء كل النظم، أيا كانت، على الأساسيات التي تحددها الدولة المصرية في اللغة العربية، والتاريخ، والتربية الوطنية والجغرافيا، في كل مرحلة تعليمية من عمر التلاميذ.

إن أيسر الأمور هي الدعوة للهدم وإغلاق المنافذ الجديدة، بدلا من البناء على فرصة متابعة التجارب العالمية على أرض مصر، والعمل الايجابي لأن تتضمن هذه النظم أساسيات الهوية الوطنية، كما نحددها نحن.. ونراجعها نحن، وكما يجب أن نطبقها نحن.

ولتتكامل الرؤية فقد تناول الفصل الثالث عشر علاقة التعليم بالمواطنة. إن المواطنة بمعناها الأساسي وهي علاقة الفرد بالوطن الذي ينتسب إليه، والتي تفرض حقوقا دستورية وواجبات منصوصا عليها، بهدف تحقيق مقاصد مشتركة ومتبادلة. والمواطنة الإيجابية لا تقتصر على مجرد دراية المواطن بحقوقه وواجباته فقط، ولكن حرصه على ممارستها من خلال شخصية مستقلة قادرة على حسم الأمور لصالح هذا الوطن. ويؤدى التطبيق المجتمعي لمفهوم المواطنة في المؤسسات كافة إلى تنمية مجموعة من القيم والمبادئ والممارسات التي تؤثر في تكوين شخصية الفرد، والتي تنعكس في سلوكه تجاه أقرانه وتجاه مؤسسات الدولة وكذلك تجاه وطنه.

ويتبقى أنني خرجت عن سمة الكتاب قليلا في الفصلين الرابع عشر والخامس عشر، حيث خصصت الأول لمكافحة الفساد في التعليم واعتبرت الدروس الخصوصية مظهرا للفساد بكل معانيه، وناقشت في هذا الفصل تعريف الفساد ومحاوره في التعليم وكيف يمكن مواجهته.

أما الأخير بعنوان الجمال والتعليم، فأردت به أن يشاركني القارئ في اتساع أفق التطوير، إننى أسعى لأن تكون فلسفة الجمال بإدراكه الخارجي والداخلي أحد أهداف التعليم، وأن يكون مدخل الفن بأشكاله المختلفة، مندمجا في رؤيتنا لتطوير الإنسان داخل المؤسسة التعليمية، إن النفس البشرية الذواقة للجمال، هي النفس القادرة على الإبداع والابتكار ورؤية ما هو جميل والبناء عليه.. فأين نحن من ذلك..!!

عزيزي القارئ إنني أضفت في الملاحق كما أوضحت، نظرة على تجربة عالمية لإطار المؤهلات في مجال التعليم العالي الأوروبي وهو فصل فني لكنى وجدته لازما، راجياً أن يثير هذا الكتاب ويستنفر المسئولين التنفيذيين على التطبيق، وأن يلهم المؤسسة التشريعية والرقابية طريقاً للمتابعة، ويحفز الجميع إلى الإصرار والمثابرة على تفيعل أولوية التعليم لأن هذا هو الأمل في النهضة.

حسام بدراوي

رابط الدكتور حسام بدراوي  Hossam Badraw

مع تحيات ( الملتقى التربوي اليمني )
http://www.facebook.com/AlmltqyAltrbwyAlymny